حازم شريف: مشواري في «أراب أيدول» أكسبني خبرات أهمها الثقة بالنفس وتقبل نصيحة الآخر

تمنى أن يلتقي قريبا المطرب صباح فخري

TT

قال حازم شريف الفائز بلقب «محبوب العرب» في الموسم الثالث من برنامج «أراب أيدول»، إن أكثر ما اكتسبه من مشواره هذا هو التمتع بثقة كبيرة في النفس.

وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد تعلّمت أشياء كثيرة من مشاركتي في هذا البرنامج الذي لطالما حلمت بالمشاركة به، وأهمها أن أتقبّل أي نقد يوجّه إلى وأن آخذه بعين الاعتبار وأعمل على تصليحه، خصوصا إذا ما كان يصبّ في مصلحتي». وتابع: «المطربة أحلام كانت أكثر من أهابها بين أعضاء لجنة الحكم، فكنت انتظر تعليقاتها بشغف، وأقول لنفسي في كلّ مرة أقف أمامها لأستمع إلى ملاحظاتها (الله يستر)، فهي تتمتع بهالة فنية كبيرة وبخبرة لا يستهان بها، كما أنها كانت تضع دائما النقاط على الحروف، فتزودني في كل مرة بنصيحة أو بأخرى ولو بأسلوب غير مباشر».

أما أهم نصيحة حفظها منها، كما يقول، فهي: متابعته للاستماع إلى غناء عمالقة الفن العرب، وقال في هذا الصدد: «لقد قالت لي في إحدى المرات: استمر في (العفق)، ولمن لا يعرف معنى هذه الكلمة، فهي تستخدم كإشارة إلى ضرورة التشبع من شيء ما، وقصدت بذلك أن أروي موهبتي بما لدي من قدرة بمدرسة هؤلاء العمالقة وبالغناء القديم بشكل عام، كوديع الصافي ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم وغيرهم». وعن الفنانين الذين تربّى على أصواتهم، كما يقول، فهم: كارم محمود والسيد مكاوي وصباح فخري وغيرهم. وعما إذا سنحت له الفرصة للالتقاء بهذا الأخير أجاب: «لا، مع الأسف، فأنا لم تتسنَ لي هذه الفرصة، وأتمنى أن ألتقيه قريبا، فأنا من عشّاق صوته وأعدّه واحدا من الفنانين السوريين الذين رفعوا اسم بلادهم عاليا وتركوا أثرا كبيرا في مشوارهم الفني».

أما على الصعيد الشخصي، فقد أكد حازم شريف أنه ومن خلال تجربته في «أراب أيدول»، اكتسب ثقة كبيرة بنفسه وصار يعرف كيفية التعاطي مع الناس بشكل عام، وأضاف: «حازم شريف سيبقى هو نفسه مهما نجح وحقق الشهرة، فبرأيي أن التواضع هو أهم سمات الفنان، ولذلك فأنا متمسّك به ولو صرت مطربا مشهورا».

وكان في أول الحديث معه بدا «محبوب العرب» مرهقا، فسألته عما إذا بدأت متاعب الشهرة ترخي بظلالها عليه فردّ: «أبدا، ليست الشهرة، بل القلق الذي بدأ يراودني بشكل كبير إثر فوزي باللقب، فلقد سرق النوم من عيني بعد أن شعرت بالمسؤولية الكبيرة التي حمّلني إياها أهل بلدي، وكل من دعمني للوصول إلى هذا اللقب، فصرت أمعّن التفكير في أمور عدّة تتناول خطّي الفني وقراراتي المستقبلية، إضافة إلى تدقيقي في اختياراتي الفنية المقبلة التي ستساهم في الحفاظ على مكانتي الفنية أو العكس».

وعن أكثر ما يقلقه في هذا الشأن أجاب: «لعلّ الحفاظ على نجاحي الذي أعيشه حاليا هو أكثر ما يقلقني، فطعم النجاح له نكهة خاصة أتمنى ألا أفقدها، ولذلك سأتروى في خطواتي المستقبلية وسأعمل على أن تكون متكاملة ترضي من شجعني ووقف إلى جانبي. فبرأيي أن الأغنية هي بمثابة لغة نخاطب بها الآخر، فإما يفهمها ويكون لديه ردّة فعل إيجابية تجاهها، وإما العكس تماما، وأتمنى ألا أصل إلى هذه المرحلة».

وعن لون أول أغنية يفكّر في إطلاقها قريبا لتشكّل باكورة أعماله الفنيّة، أجاب: «أعتقد أنها ستكون بلهجة بلادي الأم والقريبة جدا من اللبنانية، وأتوقّع أن تكون إيقاعية وغير رومانسية».

وعما إذا هو في صدد تحضير عمل غنائي خليجي، ردّ قائلا: «لا أعتقد أنني جاهز اليوم لأداء اللون الخليجي، فبرأيي اللهجة الخليجية يلزمها التحضير الكافي للنجاح فيها، وأنا لست مستعدا بعد لها ولذلك سأنتظر قليلا حتى أثبت نفسي فنيا ومن ثم أقدم على هذه الخطوة».

وعن الأشخاص الذين يستشيرهم في قراراته الفنية، قال: «هناك بعض من هم حولي من الأشخاص الذين أثق بآرائهم وفي رغبتهم الحقيقية بنجاحي بسبب محبتهم لي، فأنا أركن دائما إلى استشارتهم وسيبقون بالنسبة لي مصدر ثقة في هذا المجال».

أما عن أصعب المراحل التي عاشها في مشواره في برنامج «أراب أيدول»، فهي حسب قوله المراحل الأخيرة، وقال: «وصولي إلى مرحلة النهائيات كان إنجازا بحد ذاته، فأنا كنت في الماضي أكتفي بالوقوف ولو لمرة واحدة على مسرح هذا البرنامج، فكيف بالأحرى أنني تمكنت من وقوفي على مسرحه في جميع حلقاته، وفي النهاية أن أحصد اللقب؟ ولذلك كانت المرحلة الأخيرة هي الأصعب والمنافسة كانت على أشدّها بيني وبين المشتركين الخمسة الذين وصلوها معي». وعما إذا كان يتوقّع نجاح زميل آخر له في البرنامج، أجاب: «في الحقيقة الجميع كانوا يتمتعون بميزة معينة إن كان ماجد أو هيثم أو وليد أو أي من الـ5 الآخرين الذين وصلوا إلى نفس المرحلة، ولكن كان لدي الإحساس بأنني سأحصل على اللقب، صحيح أنني تفاجأت بذلك عند إعلان النتيجة، ولكنني كنت في أعماقي أشعر بأن لدي فرصة كبيرة بالفوز».

ورأى حازم شريف أن أهم ما حققه حتى الآن في نجاحه هذا، هو الفرحة التي أحرزها في قلوب أبناء بلده المجروح، وقال: «لقد تلقيت التهاني من شخصيات فنية كثيرة باركت لي، ووصفتني بفرحة سوريا في هذا الوقت العصيب الذي تمرّ به، وكنت أتمنى أن أحمل هذه الفرحة وأطير بها إلى سوريا الحبيبة فور إعلان نجاحي، ولكن مع الأسف، الظروف الأمنية لم تسمح لي بذلك، ولكنني أتوجه من خلالكم إلى أهل بلدي لأشكرهم على هذه الوقفة التي ساندوني بها وأوصلتني إلى اللقب، وأتمنى أن تشفى قريبا سوريا من جراحها وتعود منارة بلاد الشام».

والمعروف أن حازم شريف لم يلفّ جسمه بعلم بلاده كما جرت العادة مع الفائزين باللقب في السنوات الماضية، إذ كانوا يحملون علم بلادهم فور إعلان فوزهم. ولكن وكما علمنا، فإن قوانين البرنامج تمنع إدخال الأعلام إلى استوديو التصوير، وإن هذه القاعدة سارية على الجميع، وإن المشترك السعودي استطاع أن يحمل علم بلاده بعد أن مدّه به واحد من «الفائزين» للمطربة أحلام، وأن محبوب العرب العام الماضي محمد عساف زوّده به السفير الفلسطيني الذي كان موجودا في القاعة.

وعن الأحلام التي يتمنى أن يحققها في المستقبل، قال حازم شريف: «أتطّلع إلى الغد بثقة كبيرة وأعرف تماما أن مقولة «بكرا أحلى» هي في انتظاري، وأن الآتي أفضل من الذي مضى، وهذا الأمر ينطبق بالطبع على بلدي سوريا».