كارول سماحة: علمني الراحل منصور الرحباني ألا أبرز أسلحتي دفعة واحدة

الفنانة اللبنانية قالت لـ «الشرق الأوسط» إنها ستضع شخصيتها في ألبومها الجديد

TT

لم يلبث أن طرح في الأسواق حتى تصدر الألبوم الغنائي الجديد لكارول سماحة «إحساس كبير» أعلى مبيعات الإصدارات الغنائية في مصر والأردن ولبنان، محققة بذلك نجاحا عربيا كبيرا.

هذا الألبوم الذي أطلقته مؤخرا الفنانة اللبنانية يتضمن 13 أغنية متنوعة المواضيع بينها اثنتان من كتابتها وهما «حخونك» و«مش طايقاك» اعتبرته كارول سماحة في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه يكشف عن شخصيتها الحقيقية. وقالت: «مع الوقت صرت أكثر نضجا فشعرت بأنه آن الأوان أن أكتب أحاسيسي دون خجل فأنا فنانة بالنهاية ولدي رؤيتي الخاصة في هذه المواضيع، كما أنني أيقنت بأن مسيرتي الفنية ستكون ناقصة إذا لم أقم بذلك فقررت أن أتخلص من هذا الغشاء الذي يغطي عيني لأكشف عن كارول الفرح والحزن والشغف وكل ما هنالك من أحاسيس يمكن أن تنتابني فكتبت هاتين الأغنيتين أيضا لأعبر عما يجول في خيال المرأة عندما تغضب». وعن سبب كتابتها لهذه الأغاني بالمصرية قالت: «لقد كتبتها أثناء تمثيلي مسلسل (الشحرورة) وكانت كل الأجواء المحيطة بي مصرية بامتياز، وخصوصا أن دوري في المسلسل تطلب مني التحدث في غالبية الوقت بهذه اللهجة فجاءت الكلمات لا شعوريا بالمصرية ولا أذيع سرا إذا قلت إنني تأثرت بشخصية صباح في المسلسل فعشت معاناتها فجاءت هذه الأغاني كرد فعل للمواقف التي عاشتها». وأضافت: «(حخونك) أغنية رقيقة تتضمن رسالة مباشرة إلى الرجل من امرأة غاضبة لا تلبث عندما تهدأ أن تقول له بما معناه لا تخف أنا أهددك فقط، بينما الثانية (مش طايقاك) فيها لعب على الكلام خفيفة الظل لأنني بطبعي أحب المزاح». ويتضمن الألبوم أغاني لمجموعة من الموسيقيين اللبنانيين والمصريين وبينهم مروان خوري الذي كتب ولحن لها أغنية «أنت طفل كبير»، والذي وصفته بصاحب الشعور الراقي إذ استطاع أن يصف الرجل كما لم يسبق أن وصفه أي شاعر آخر وكذلك الأمر بالنسبة لمحمد رحيم الذي يشارك في الألبوم من خلال أغنية «احضني» ومحمد جمعة الذي كتب لها «وحشاني بلادي» على ألحان الراحل محمد عبد الوهاب «في يوم وليلة» والتي رافق طرحها إشاعات عدة بينها أن كارول لا تملك حقوق اللحن وأن أسرة الموسيقار الراحل تقدمت بدعوى قضائية ضدها ولكنها توضح قائلة: «لدي الحقوق كاملة وكل ما أشيع عن هذا الموضوع غير صحيح». وتضيف: «الفكرة مشتركة بيني وبين الموسيقي جان ماري رياشي الذي اقترح علي توزيع اللحن من جديد وأنا قررت أن يكون ذلك على حساب أغنية وطنية أتوجه بها إلى الشعب العربي عامة في الظروف الصعبة التي يمر بها حاليا فشعرت أنني بذلك أكرم هذا اللحن من خلال تحية وطنية». ومن المشاركين في الألبوم أيضا سليم عساف «وتعودت» وخالد تاج الدين وإسلام زكي في «ما منتحملش بعض» وأمير طعيمة «أنا جيت» وغالبيتها أغان تحاكي الرجل بلسان المرأة الثائرة والمغرمة معا. كما أعادت غناء «يومين شهرين» للراحل عصام رجي. وعما إذا كانت في الواقع تحفظ دائما خط العودة كما ورد في بعض أغانيها قالت: «لست دبلوماسية دائما وعندما أصاب بالأذية لا أعود أفكر بذلك، بل آخذ قراري وأمشي فلا أسامح». وكانت الفنانة اللبنانية قد طرحت مؤخرا كليبها المصور لأغنية الألبوم «إحساس كبير» بتوقيع المخرج تيري فيرن.

وعما إذا كانت تقدم الاعتذار في الوقت المناسب ردت: «نادرا ما أعتذر لأحد ما إلا إذا كنت قد جرحته عن غير قصد فأنا من النساء اللاتي يعترفن بالخطأ ولا أخجل من ذلك». وكارول التي وصلت إلى ما هي عليه بعد جهد ومثابرة في العمل تقول: «غالبا ما أتبع إحساسي في اتخاذ قراراتي وهو لم يخيبني أبدا وغالبا ما أجمع بين الذوق والإحساس في عملي فأضع أهدافي نصب عيني ولكني لا أخطط فغريزتي هي التي تسيرني ولكن ليس بطريقة عشوائية». وتضيف: «لقد علمني الكبير الراحل منصور الرحباني ألا أبرز أسلحتي دفعة واحدة، بل أقدمها بالتقسيط (نقطة نقطة) ورغم أنني في حياتي اليومية إنسانة عصبية لا صبر عندي ولكنني أصبح شخصا آخر في مجال العمل فالصبر وبرودة الأعصاب والحكمة في التصرف هم سر وصولي إلى ما أنا عليه اليوم».

أما الحب فتعتبره كارول سماحة «موتور» الحياة وأنه لا شيء من دون الحب يكون له معنى.

وكارول التي تشارك في برنامج «إكس فاكتور» للمواهب الفنية إلى جانب كل من وائل كفوري وإليسا وحسين الجسمي تعتبر من أفراد لجنة الحكم التي تتمتع بالشمولية فلفتت انتباه المشاهد العربي بدقة خياراتها للمواهب المشاركة هي الخبيرة بتقنية الصوت وتقول في هذا الصدد: «لطالما تمتعت بحسي الفني المرهف فعندما كنت أشارك والدي مشاهدة برنامج (استوديو الفن) وأنا صغيرة كان يتفاجأ بملاحظاتي التي أبديها حول المشتركين وأعتقد أنني أملك ذلك بالفطرة وأن الخبرة المهنية التي صرت أتمتع بها هي دون شك أصقلتها». وعما إذا كان الانسجام يسيطر على أعضاء الحكم الأربعة أجابت: «على الصعيد الشخصي نحن منسجمون جدا ولكن كل منا يعبر عن رأيه الحر أمام الكاميرا والمشتركين». وعن السبب الذي دفع بانتقاد البرنامج بنسبة عالية أوضحت: «أعتقد أن الحلقات الأولى وبسبب المونتاج الذي لحق بها غيب عناصر وتفاصيل مهمة من البرنامج ولكن في ما بعد وفي الحلقات المباشرة انطلق بقوة وأصبح يشكل خطرا على عدد كبير من البرامج في محطات تلفزيونية أخرى لارتفاع نسبة مشاهديه». وأضافت: «البرنامج لا يعتمد على الصوت فقط، بل على اختيار الموهبة المتكاملة صاحب عامل x الذي لا يمكن تفسيره، بل نشعر به». وأكدت أنها مستعدة للمشاركة مرة ثانية في البرنامج معتبرة أن تمرين فريق غنائي هو مهمة صعبة بحد ذاتها لا تشبه التمرينات التي تتطلبها موهبة غنائية واحدة، كما أن حظها في الربح هو أقل، مشيرة إلى أنها اختيرت لهذه المهمة من قبل القيمين على البرنامج لأنها ملمة بالمسرح والأغاني الغربية معا.

ووصفت مشروعها الفني الجديد «السيدة» (the lady) الذي تنوي إطلاقه من على مسرح كازينو لبنان في 10 أغسطس (آب) المقبل بواحد من أحلامها الكثيرة التي تنوي تحقيقها على التوالي وأنه استعراض غنائي راقص يرافقها فيه 20 راقصا يدربهم اختصاصي إيطالي، كما أن الموزع الموسيقي ميشال فاضل يقوم حاليا بإعادة توزيع أغان سابقة لها لتقدمها في قالب جديد، إضافة إلى أغاني ألبومها الجديد «إحساس كبير». وعن سبب تبني شركة «روتانا للإنتاج والتوزيع الفني» للمشروع قالت: «العمل بحد ذاته جديد من نوعه والمسؤولون في (روتانا) أعجبوا بالفكرة فأبدوا اهتمامهم بها ما إن علموا بالموضوع وهم الذين دقوا بابي لتبني هذه الخطوة وأنا سعيدة بالثقة التي يوليها القيمون على الشركة لفني، لا سيما أنه سيكون عملا مميزا على طراز أعمال لفنانين غربيين أمثال سيلين ديون وجينيفر لوبيز».