زياد برجي: لا أريد أن أعرف في أصول التمثيل لأن الفطرة هي سبب نجاحاتي

الفنان اللبناني دخل إلى السينما من بوابة التلحين

زياد برجي الذي حاز على لقب الفنان الشامل في جائزة «الموركس دور» في العام الماضي
TT

قال الفنان زياد برجي إنه دخل عالم التمثيل بالصدفة بعد أن أصر عليه المنتج التلفزيوني مروان حداد مشاركة الممثلة نادين الراسي دور البطولة في مسلسل (غلطة عمري) والذي يجسد فيه دورا رومانسيا فيه كثير من الدراما المحبوكة ورغم توقع البعض له انتهاء فرصته التمثيلية مع انتهاء عرض المسلسل، إلا أنه ما لبث أن أعاد الكرة مع مسلسل تلفزيوني كوميدي بعنوان (حلوة وكذابة) إلى جانب الممثلة داليدا خليل فلاقى أيضا صدى إيجابيا من قبل المشاهدين لا سيما وأنه استطاع أن يجمع أفراد العائلة الواحدة من صغيرهم إلى كبيرهم أمام الشاشة الفضية ويعود ذلك كما قال لواقعية نص المسلسل الذي كتبته كارين رزق الله. وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لم أفكر يوما بالتمثيل ولا أريد أن أتعلم أصوله لأنني نجحت بالفطرة وأرغب في أن أكمل هكذا في أي عمل فني أقوم به وهذا ما نصحني به نقيبة الفنانين المحترفين وزوجها سميرة بارودي وإحسان صادق اللذان أكن لهما كل الاحترام». ورأى أن كل من توقع له الفشل في إعادة الكرة هو أخطأ دون شك لأنه اعتقد أن الحظ لعب دوره في المرة الأولى ولكن بعد (حلوة وكذابة) فشلوا هم في إعاقة مسيرتي التمثيلية لأنني أسلم قدري لرب العالمين ولذلك لا أتوقع ولا أخطط لأي أمر».

وعما إذا كان يتابع الدراما العربية بشكل عام أجاب: «كنت أتابعها قبل التمثيل ثم امتنعت عن ذلك في ما بعد حتى لا أتأثر بأحد كما أنني انشغلت لدرجة جعلتني أغيب أكثر من أسبوع لأرى والدتي وهو أمر نادرا ما أتعرض له».

ورأى أن بعض الأخطاء التي وردت في مواقف تمثيلية قام بها وعلق عليها المخرج مثلا انعكست إيجابا على أدواره وعلى رد فعل المشاهد عامة مما جعله لا يفكر بإصلاحها وقال: «هذا أنا وهكذا أتصرف في حياتي الطبيعية فلماذا أغيرها وهي سبب نجاحي فكل هذا الصدق نابع من داخلي وأنا راض به».

أما الكاميرا فأوضح أنه لا علاقة بينه وبينها بتاتا ولا ينتبه لوجودها فعندما يبدأ بالتمثيل ينساها تماما مما يجعله يتحرك بحرية وطبيعية أمامها. وعما إذا استطاع التخلص من الخجل الذي يسكنه منذ صغره رد موضحا: «ما زلت خجولا ولذلك لم أكن أملك سوى حل واحد أمام الكاميرا وهو تجاهلها فأنا حتى أثناء غنائي على المسرح وعند الوقفات الموسيقية السولو التي ترافق أغاني لا أعلم كيف أتصرف فأرتبك وأنتظر انتهاءها بصعوبة وأنا أقف أمام جمهوري».

زياد برجي الذي حاز على لقب الفنان الشامل في جائزة «الموركس دور» في العام الماضي رفض أن يصبح فنانا مغرورا في المستقبل حتى لو لمعت نجوميته بشكل أكبر وقال: «هذا عيب وعمري لن أتكبر على النعمة وعلى من سأتكبر؟ فأهل الصحافة ساندوني في مختلف مراحل مسيرتي الفنية وأي شخص وقف إلى جانبي من قريب أو بعيد هو شريكي في نجاحاتي هذه ولا أذيع سرا إذا قلت إنني عانيت كثيرا للوصول إلى ما أنا عليه اليوم فمنذ عشرة عاما وأنا أكافح وأجتهد فكيف سأتجرأ وأسكر بهالة الشهرة بعد كل هذا التعب فأنا واع على كل ذلك فهذا خط أحمر وتربيتي المنزلية مناقضة تماما لتداعيات الشهرة السلبية فكل ذلك مجد باطل، فالنجاح برأيي هو فترة وتمر وسيأتي اليوم الذي تصبح فيه الشهرة خلفي فعندها سأتمتع بذكرياتها دون زيادة أو نقصان».

وزياد الذي يجسد في مسلسل (حلوة وكذابة) دور فنان يقع في حب فتاة جميلة ولكنها كاذبة أعتبر أن داليدا خليل تجسد دور الحبيبة المخلصة وأن الكذب استخدمته للحفاظ على الحبيب وأنه لو وقع بالفعل في حب فتاة مشابهة للدور الذي تلعبه فهو لن يتوانى عن حبها إلا أنه يرفض الكذب المؤذي والذي ينتج عنه مواقف تكسر قيم الحياة وأضاف: «ما يهمني في الفتاة التي أحبها أن أشعر بصدق إحساسها تجاهي والقشور الأخرى لا تهمني».

وعما إذا كان يجد الفنانون هم أكثر كذبا من السياسيين قال: «الاثنان متشابهان ولكن لكل أسلوبه وطريقته في الكذب فالفريق الأول يكذب بنغمة معينة، أما الثاني فيستخدم مفردات معينة تجعله يختلف عن الأول وبرأيي الكذب عادة سيئة ولا تقتصر على هذين الفريقين فقط».

وعن الفيلم السينمائي الذي انتهى من تصويره والمتوقع أن يعرض في صالات السينما في الشهر المقبل قال: «هو بكلمة مختصرة التتمة للمسلسل التلفزيوني (حلوة وكذابة) لأن هذا الأخير لن يحمل في الحلقة الأخيرة منه النهاية المنتظرة من قبل المشاهد وقد ارتأى منتجه أن يقدم النهاية في فيلم سينمائي نظرا للنجاح الكبير الذي حققه». وقال معلقا: «يعني أحيانا لا أصدق أنني استطعت الوصول إلى هذه النقطة وأصبح بين عشية وضحاها بطلا سينمائيا فكل ذلك كان مجرد حلم بعيد المنال ولكن عندما تأتي الساعة لا أحد يمكنه أن يغيرها أو يبدل في مسارها وأنا فخور كون كل ذلك حصل بفضل جهدي الخاص رغم أنني مررت بلحظات صعبة لشدة محاربتي من البعض.. الأمر الذي دفعني أحيانا للشك في موهبتي ولكني استطعت إثباتها في ما بعد وأنا اليوم أقطف ثمار الصبر والكفاح».

وزياد الذي حقق شهرة واسعة كملحن فقدم ألحانا عدة لنجوم معروفين أمثال نانسي عجرم وإليسا وجورج وسوف وغيرهم من المنتظر أن يتعاون معه كل من شيرين عبد الوهاب وإيهاب توفيق وحسين الجسمي في المستقبل القريب مشيرا إلى أنه يعتبر نفسه مغنيا في المرتبة الأولى وملحنا ثانيا وكاتب أغنية وممثل ثالثا ورابعا.

واعتبر أن سمير صفير هو أكثر من يلفته من الملحنين اللبنانيين وأن مروان خوري يملك جملا موسيقية خطيرة ونقولا نخلة سعادة يعشق ألحانه ويغنيها وقال معلقا: «لست بوارد إعطاء رأي بأشخاص اعتبرهم سبقوني بأشواط ولكني أقول مثلا إن بلال الزين سيكون له مستقبل زاهر لألحانه الجميلة والمبتكرة». ووصف الساحة الفنية اليوم بالصعبة وأن من يستطيع من بين الفنانين الوقوف على قدميه في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها الساحة فهو «قبضاي» خصوصا وأن مواهب مهمة تقبع في منزلها لأن أحدا لا يمسك بيدها داعيا كل فنان ناجح أن يدعم من هو بحاجة إلى ذلك دون تبجج فيقوم بفعل محبة مشكور عليه.وقال: «لا أعلم مثلا لماذا لا يختار نجم مشهور فنانا آخر زميلا له ليغني معه دويتو بدلا من فنانة شهيرة مثلا فلكل منا حصته على الساحة ولا يجب أن نخاف على مراكزنا». أما المسرح فاعتبره مجالا لا يتجرأ على دخوله لأن له أصوله وهو لا يعرفها.

وزياد الحائز على الحزام الأسود في رياضة التايكوندو أكد أنه لم يستخدم يوما مهاراته في هذا المجال ورغم أنه يخرج عن طوره أحيانا بسبب بعض الشواذات التي يصادفها إلا أنه لم يلجأ إليها يوما. وقال: «الرياضة تعلمنا السيطرة على الأعصاب وتهذب النفس ورغم كل معاناتي والتي أدخلتني السجن في إحدى المرات إلا أنني أبتعد قدر الإمكان عن الانفعالات العصبية وأحاسب نفسي وأحاول العيش كغيري من الناس العاديين فسيارتي اشتريتها بالتقسيط ومنزلي عادي وثيابي معقولة لأن القناعة كنز لا يفنى».