نقولا نخلة: الفنان أصبح يبحث عن شائعات تلتف حوله

الفنان اللبناني قال لـ «الشرق الأوسط» إن في عالم «السياسة» مصالح وغايات لا ندركها

TT

قال الفنان نقولا نخلة سعادة، إن المشكلة الأساسية التي تعاني منها الساحة اليوم، هي لجوء معظم أهلها إلى إكسسوارات فنية يبقوها إلى جانبهم لإلهاء الناس عن صلب الموضوع. وأوضح في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الإكسسوارات هي عبارة عن الشائعات والأخبار والإطلالات الإعلامية المكثفة التي تفرض على الناس الانشغال بالتحدث عنها بدل التطلع إلى قلب الفن ومضمونه بشكل عام. وأضاف: «من ناحيتي أنا أترفع عن المستوى السائد حاليا بين أهل الفن، فلا أحب الثرثرة ولا إبداء رأي في الآخرين، كما لا أكثف طلعاتي الإعلامية لأنني بالدرجة الأولى أهتم بفني، فلا أسمح لهذا الاستهلاك الإعلامي أن يجتاحني أو أن يلهيني عن هدفي كفنان حقيقي».

نقولا نخلة سعادة، الذي عرفناه في الماضي ملحنا مشهورا أسهم في وصول عدة فنانين إلى الطليعة، استطاع اليوم أن يصل للنجومية من خلال ممارسته الغناء ضمن فترة زمنية قصيرة لم تتعد الثلاث سنوات، لأنه كما يقول، أراد لرسالته الفنية الاستمرارية من خلال نقل حالات ومواضيع إنسانية إلى مستمعيه لا تشبه سابقاتها. فأخذ على عاتقه محاكاة المرأة بالتحديد من خلال إبراز دورها كما يراه في جميع وجوهها حبيبة وأما وأختا وزوجة. وعن سبب اختياره هذا الموضوع بالذات أجاب: «انطلقت من خلال حاجتي للمرأة وأردت أن أوصل إليها بطريقتي وأسلوبي كيفية تحديد مهمتها، بحيث لا تترك المجتمع يتحكم بدورها وتقدم تنازلات جمة، من نفسها كي لا تحدد خسارتها. هكذا جاءت المواضيع المغناة من قبلي رد اعتبار لها في زمن أثبت بأن المرأة كانت وما زالت المسؤولة عن بناء المجتمع».

أما أكثر ما يزعجه في كيفية معاملة الرجل للمرأة فهو كما أشار «الشعور بالفوقية الذي يمارسه الرجل على المرأة منذ القدم» فبرأيه أنهما كائنان مخلوقان منذ البداية ضمن نفس الظروف والشروط ولا يختلفان إلا في بعض التفاصيل التي لا تشكل أي حواجز حقيقية بينهما.

وعن مدى رضاه على نفسه بعد دخوله مجال الغناء قال: «أنا راض تماما عن انتمائي اليوم إلى عالم الغناء، لأنني اعتمدت الصدق بأعمالي وأصبت الهدف الذي أصبو إليه، وهو استخدام الأغنية لأعبر فيها عن أفكاري الخاصة».

أما أحدث المواضيع الإنسانية التي ترجمها نقولا نخلة سعادة مؤخرا من خلال الأغنية فهي «ضد القتل» التي كتبها ولحنها بنفسه للفت نظر العالم إلى مشكلة كبيرة متفشية في مختلف بقاع الدنيا ألا وهي قتل الناس بعضهم بعضا وأوضح قائلا: «هي مشكلة لا يجب التغاضي عنها وأنوي حمل رسالتي هذه شخصيا إلى رؤساء الجمهورية في جميع القارات بحيث سأترجمها إلى عدة لغات، مما سيضع حكام العالم أمام مسؤولياتهم الإنسانية مباشرة. صحيح أنهم في الخفاء يعملون لغايات ومصالح سياسية ولكن أحدا منهم لا يجرؤ على تبني مبدأ القتل في المجمل. ولذلك أتمنى أن تكون أغنيتي حجر أساس للحد من هذا النوع من الجرائم».

وكان الفنان اللبناني قد أطلق مشروعه هذا منذ فترة بدعم من مركز الإعلام في منظمة الأمم المتحدة (يونيك)، فلاقى ترحيبا كبيرا من مختلف الفعاليات السياسية والاجتماعية في لبنان. وهو ينوي البدء بزيارات بعد حلول اليوم العالمي للسلام في 10 سبتمبر (أيلول) المقبل ومن المتوقع أن تشهد مدينة نيويورك أولى إطلالاته في هذا المجال.

وحول الأغنية الفردية التي أطلقها مؤخرا بعنوان: «ما أطيبك» وهي من ألحان وسام الأمير، فقد وصفها نقولا نخلة سعادة بتكملة ما سبق وقدمها في ألبومه الأول «القلب الحنون» وسلطت الضوء على ثبات المرأة صاحبة الشخصية القوية التي تعرف مدى فعاليتها في المجتمع بعيدا عن الإصابة بالغرور.

ودافع نقولا نخلة سعادة عن عنوان الأغنية الذي يعتبر جريئا وإيحائيا فقال: «برأيي أن المرأة تشبه الطفل. وكم من مرة وعندما ندلل أطفالنا نردد عبارة «ما أطيبك». والمرأة لا تقل طيبة عنهم - حسب نظرتي الخاصة - حتى إن بعض النساء اللاتي التقيتهن اعتبرن أن الأغنية أصابتهن مباشرة وكأنها تتحدث عن كل واحدة منهن».

وعن سبب استخدامه لمفردات وعبارات شعبية رائجة بين عامة الناس عناوين لأغانيه قال: «أنا أغني للمرأة وهي تحب من يدللها فقلت لها في الماضي (كوني مرا) لقناعتي بدورها كأنثى في المجتمع وفي أغنية (تقبريني) اعترفت لها بحاجتي إلى عتابها وباشتياقي لمعاتبتها لي وفي (بحبك بحبك) عبرت عن عاطفة الرجل تجاه المرأة والتي يحتفظ بها عادة لنفسه».

وحمل نقولا نخلة سعادة على وسائل الإعلام معاتبا إياها على عدم اهتمامها بالأغاني التي تتناول قضايا اجتماعية واصفا اهتماماتها بالاقتصار على المواضيع السهلة، وبأنها تستهوي الترويج للأغاني التي تحكي عن خناقة بين الحبيبين مثلا أكثر من غيرها.

وأكد أنه اليوم مبتعد تماما عن مهنة التلحين، كونه يريد التركيز على الغناء وقال: «في استطاعتك اعتبار أنني اعتزلت التلحين، ولا أنوي العمل في هذا المجال حاليا». وعن الأسباب التي دفعته لذلك قال: «ربما لشعوري بالملل من التعاطي مع الفنانين».

وعلى الرغم من تناوله قصص الحب بأغانيه وإيصاله الرسائل التي تدور حول المرأة، فإن نقولا نخلة سعادة اعتبر أن فكرة الزواج لا تراوده بتاتا واصفا نفسه بالعازب حتى إشعار آخر.

أما عن الفنان الذي يتحمس لمشاهدته على المسرح في مهرجانات الصيف التي تعم مختلف المناطق اللبنانية، فهو صباح فخري كما قال، والذي سيحيي مهرجانات (أعياد بيروت) في 13 أغسطس (آب) المقبل.