صباح فخري: أعجبني صوت محمد عساف وزوجتي هي رفيقة عمري

اسمه الحقيقي «صبحي أبو قوس» وتغير اسمه نسبة لمكتشفه فخري البارودي

TT

قال المطرب صباح فخري إنه تابع برنامج «آراب أيدول» وأعجب بأصوات المشتركين فيه، ولا سيما الذين وصلوا إلى مرحلة النهائيات، متوقعا النجومية لصاحب اللقب الفلسطيني محمد عساف والسورية فرح يوسف.

ووعد في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأن الحفلة التي سيحييها لمناسبة عيد الفطر ضمن مهرجانات «أعياد بيروت» 2013 ستكون مميزة وسيؤدي فيها أجمل أغانيه من الموشحات والقدود الحلبية التي عرف بها، وقال: «أنا سعيد بلقائي جمهوري اللبناني للسنة الثانية على التوالي بعد أن كنت قد أحييت العام الماضي حفلة في بلدة اهدن والتقيته فيها فكان خير جمهور عربي يتجاوب مع أغاني». ورأى صباح فخري أن الساحة اليوم رغم كل الازدحام الذي تشهده فهي تتلون بأصوات جميلة وواعدة لا غبار عليها».

ورفض صباح فخري التحدث بالأمور السياسية تاركا هذا الأمر، كما قال، لأربابه، وأنه على صعيد شخصي يفضل في هذا الشهر الكريم أن يمضي وقته بالصلاة والدعاء من أجل أن يعم السلام في المنطقة العربية ككل.

وكان مطرب القدود الحلبية قد رافقه كل من زوجته فاطمة وابنه «أنس» إلى مائدة الإفطار التي أقامها منظمو مهرجانات «أعياد بيروت» في فندق «لو غراي» وسط بيروت على شرفه، ولوحظ مدى إحاطتهما له، بحيث كان ابنه لا يترك لحظة دون السؤال عنه وعما إذا كان مرتاحا في جلسته. أما زوجته «أم أنس» فكانت تمسك بيده وتشد عليها بين وقت وآخر، وبدت لطيفة مبتسمة ترد على طلبات زوجها بالهمس، ولم تتوقف عن تلقيمه بين وقت وآخر ما لذ وطاب من الأطباق اللبنانية الموزعة على المائدة. وقالت أم أنس: «لطالما ربطتنا علاقة وطيدة مبنية على الحب، فمنذ أربعين عاما ونحن على هذا المنوال ولم يتغير شيء. وهو يحب أن أطعمه بيدي وأنا أستمتع بذلك منذ بداية زواجنا حتى اليوم». وهنا قاطعها الفنان السوري فقال: «المرأة عنصر مهم جدا في الحياة. ومن ناحيتي فأنا لم أهملها يوما ولطالما حاولت أن ألبي جميع طلباتها، كما أن التفاهم بيننا تم منذ اللحظة الأولى، فكشفنا أوراقنا وأسر بعضنا لبعض عن الإطار العام الذي يرغب كل واحد منا أن يغلف به علاقتنا الزوجية وهكذا حصل». وتابع: «زوجتي هي رفيقة عمري وأكن لها كل الاحترام، وشعارنا في الحياة المحبة، وما أكثر من هم بحاجة إليها في أيامنا اليوم».

وعن المصاعب التي واجهها في حياته عامة قال: «أنا من أصحاب القول إنه لا شيء مستحيل في الحياة وكل ما علينا القيام به هو الاجتهاد للوصول إلى مبتغانا. ولذلك تجاوزت كل المصاعب في حياتي دون تزمر وكنت دائما أتمسك بالأمل».

وأكدت أم أنس من ناحيتها أن زوجها بيتوتي ويحب الاهتمام بعائلته، وأنها غالبا ما رافقته في سفراته وقالت: «هو إنسان حنون جدا و(هني) فلا يحب الجدل الأفلاطوني.. ولا افتعال المشاكل، ولطالما كنا على انسجام تام حتى إن المقربين منا يلقبوننا بـ(روميو وجولييت حلب) لشدة تعلق بعضنا ببعض».

وعن الأغاني التي سيؤديها في حفلة أعياد بيروت قال: «كل ما ترغبون في سماعه سأكون حاضرا لتلبيته لكم، وكالعادة سأغني للشام وللمليحة في الخمار الأسود وللجمال (ما لك يا حلوة ما لك) وغيرها من الأغاني التي تحبونها».

ولوحظ أثناء وجودنا على مائدة الإفطار ترداده لنغمات موسيقية بصوت منخفض، وعندما سألته ماذا تدندن؟ أجاب: «أحب أن أدندن القدود وأنا في جلسة جميلة كهذه. فالغناء يزودني بالقوة والراحة معا».

وسألته: «ماذا تحب أن تقول لزوجتك اليوم؟»، فرد مبتسما: «سأهديها بيت شعر لطالما رددته للتعبير عن حبي لها يقول:

عبق الوجد بالناس المنى فقطفنا منه زهرا وجنى».

ثم أضاف مازحا: «والبقية في قلب الشاعر».

وما لا يعرفه كثيرون هو أن الاسم الحقيقي للمطرب السوري هو صبحي أبو قوس. وقد لقب بـ«فخري» نسبة لـ«فخري البارودي» الذي رعى مسيرته الفنية وتبنى موهبته منذ أن سمعه يؤذن في جامع الروضة بحلب. وقد استطاع الفنان أن يدخل كتاب «غينيس» بعد أن ضرب الرقم القياسي في الغناء لمدة عشر ساعات متواصلة دون توقف في حفلة قدمها في مدينة كاركاس الفنزويلية. وغنى الكثير من القصائد العربية لـ«أبي الطيب المتنبي وأبي فراس الحمداني ولابن الفارض وابن زيدون» وغيرهم.

أما فلسفته في الحياة فتكمن بالقول التالي: «ما نكسبه بالقوة نخسره في الانتقال». وقال معلقا: «هذه الفلسفة استوحيتها من (قانون رافعة) الفيزيائي وأنا مقتنع به ويرتكز على الطاقة والتركيز والقوة، ومن يريد أن يستفهم أكثر عن هذا القانون، فليطلع على طبيعته في الكتب ومواقع التواصل الاجتماعي وسيستوعب تماما ما أردت قوله».

يذكر أن المطرب السوري يقيم في لبنان منذ فترة قصيرة (نحو السنة) بعد أن كان يستقر في ألمانيا. وقد مر أكثر من سنتين ولم يزر مدينته الأم حلب، ولكنه بقي على تواصل دائم ببلده سوريا، إذ ما زال يزورها بين حين وآخر.

وفي نهاية هذا اللقاء الذي تلون بوصول الموسيقي زياد الرحباني لإلقاء التحية على مطرب القدود الحلبية، وللإعلان عن مشاركته في إحياء «أعياد بيروت»، راح المدعوون يلتقطون الصور التذكارية مع صباح فخري، فبدا مرتاحا وسعيدا وختم بالقول: «أنا مشتاق كثيرا لجمهوري. فهو كان وسيبقى سبب سعادتي.. أراكم قريبا في أعياد بيروت».