يبدو أن الجمهور السعودي على موعد هذه المرة مع أوبريت وطني مختلف، والاختلاف هنا بحسب ما يراه المراقبون إعطاء فرصة لشعراء الأغنية السعودية الشباب في تقديم ما يحملونه من حب لأوطانهم.
أوبريت الجنادرية للتراث والثقافة، وهو الحدث الوطني الأهم، سيكون من كتابة الشاعر السعودي عبد الله أبو راس. فمنذ أن وعد الأمير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني ورئيس اللجنة العليا لمهرجان الجنادرية للتراث والثقافة بدعم الشعراء الشباب وأيضا الشاعرات، جاء الآن دور شاعر شق طريقه نحو النجومية في السنوات الأخيرة وقدم أهم الأعمال الفنية في الآونة الأخيرة. حيث يقدم الآن أوبريت الجنادرية واستغرق كتابته للأوبريت قرابة العام، قدم فيه عصارة محبته لوطنه، وربما أراد أبو راس أن ينقل واقع غربته عن الوطن لأكثر من 13 عاما من خلال عمله كدبلوماسي في وزارة الخارجية السعودية وتقديم نتاج سنوات عمله في الغربة أبياتا وطنية تحاكي المواقف المشرفة للسياسة الخارجية للسعودية والتلاحم بين القيادة والشعب من خلال النص الشعري. الأوبريت قدم إشارة إلى التلاحم بين دول مجلس التعاون الخليجي، وتولى عبد الله أبو راس من خلال عمله في وزارة الخارجية منصب نائب رئيس البعثة لشؤون الوفد الدائم بالجامعة العربية بدعم من وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. وقال عبد الله أبو راس لـ«الشرق الأوسط»: «أولا أوجه شكري إلى الأمير متعب بن عبد الله على ثقته وإتاحة الفرصة لي واهتمامه الكبير ودعمه لشعراء الوطن الشباب، وإن شاء الله أكون عند حسن ظنه وحسن ظن أبناء الوطن». وأكد أبو راس أنه حاول نقل ما لامسه أثناء عمله من القيادة الحكيمة في السعودية ودورها في تقريب وجهات النظر بين الدول العربية ومد أيادي الخير للجميع، معتبرا أن «قيادتنا كانت تقدم الخير وتبث السلام والمحبة للجميع». وقال أبو راس: «حاولت أن أقدم نصوصا تحمل واقع ما يحمله المواطن السعودي من محبة كبيرة تجاه المليك والوطن». وأضاف: «كتبت الأوبريت خلال العام وأعطيته كثيرا من وقتي لأنه الأهم في مسيرتي الشعرية، وحاولت أن أضع فيه كل ما أحمله من محبة لوطني»، وعن المراحل الحالية لتنفيذ الأوبريت قال أبو راس: «الأوبريت الآن في مراحله النهائية، وتبقى المكس النهائي للعمل، حيث ركب جميع نجوم الأغنية السعودية صوتهم على العمل ومنهم محمد عبده وعبد المجيد عبد الله وراشد الماجد وماجد المهندس، وعمل ملحنه ناصر الصالح على تقديم جمل موسيقية مختلفة، بالإضافة إلى متابعة المشرف الموسيقي ماجد المهندس، الذي كان يتابع يوميا بكل دقة واهتمام تفاصيل الأوبريت لخروجه بالشكل اللائق».
الجدير بالذكر أن ماجد المهندس أوقف مشاريعه الفنية العاطفية وتفرغ لهذا الأوبريت، حيث يوجد بجانب ملحن الأوبريت ناصر الصالح لساعات طويلة في استوديو القاهرة، وكان بجانبهم أيضا عبد الله أبو راس، بالإضافة إلى تنقلهم بين عدة مدن لمتابعة تركيب الفنانين لأصواتهم، بينما وضع جميع الفنانين أصواتهم خلال الأيام الماضية ومنهم الفنان راشد الماجد الذي ركب صوته أول من أمس. ومن مشاهدات الاستوديو التجانس الجميل بين ناصر الصالح وماجد المهندس والتناغم الفني فيما بينهما واتفاقهما معا على تقديم أوبريت مختلف ومميز، وقد ينتج تلك التناغم فيما بينهما على تقديم عمل وطني ناجح يحكي عنه جميع المستمعين. حيث ستنطلق وقائع مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة في 12 من شهر فبراير (شباط) المقبل.
يذكر أن الشاعر عبد الله أبو راس هو صاحب القصيدة الوطنية «أبشرك حنا بخير وسلامة»، التي تغنى بها الفنان ماجد المهندس، بالإضافة إلى تقديم أعمال عاطفية أخرى لنجوم الأغنية الخليجية والعربية، آخرها «من جد راحوا الطيبين» للفنان راشد الماجد وأيضا أغنية «سحرني حلاها» للفنان ماجد المهندس.
ويستعد الفنان ماجد المهندس للحفل الكبير الذي سوف يحييه مع الجمهور العماني في السلطنة، وذلك على هامش مهرجان مسقط لعام 2014، الخميس 23 من يناير (كانون الثاني) الحالي برفقة فرقته الموسيقية التي بدأت الاستعدادات الخاصة للحفل، بعد أن جرى إعداد برنامج غنائي، خاصة من أغنيات ومواويل المهندس التي يطلبها الجمهور دائما.
ويتوجه بعد الانتهاء من حفل مهرجان أوبريت الجنادرية للتراث والثقافة إلى إسطنبول لتصوير أغنية جديدة وهي مفاجأة يعدها «اللورد» لعشاقه، بينما يعاود ماجد المهندس بعدها للمشاركة في الحفلات الرسمية.