الفنانة جنى: برنامج «أستوديو الفن» كان الأهم والدليل أن أعضاء لجان التحكيم الحاليين هم خريجوه

تعد نفسها محظوظة لأن شركة إنتاج تبنتها

جنى يعتريها الشعور بالخوف من الغد بعض الأحيان
TT

قالت الفنانة الصاعدة جنى إنها راضية حاليا عن مسيرتها الفنية، رغم أن عمرها لم يتجاوز الأربع سنوات. وأكدت في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن التجربة التي مرت بها في برنامج «أستوديو الفن» على قناة «إم تي في» تحت إشراف المخرج سيمون أسمر كانت ذا حدين وأوضحت: «هذه التجربة لن أنساها كونها قدمتني إلى الناس من الباب العريض، فبرنامج (أستوديو الفن) شكل وعلى مر السنين محطة لافتة على الساحة من خلال المواهب الفنية التي خرجها». وأضافت: «مهما تعددت اليوم برامج الهواة ومهما كثرت يبقى (أستوديو الفن) الأهم، والدليل على ذلك هو لجان التحيكم الموجودة فيها تخرجت بغالبيتها منه».

أما بالنسبة للشق السلبي الذي واجهته في البرنامج المذكور قالت: «لقد صدمني الواقع الذي واجهته فيما بعد وإثر حصولي على الميدالية الفضية عن فئة الغناء الكلاسيكي. فأحلامي كانت كثيرة والوعود كانت كثيرة، إلا أن الحقيقة جاءت عكس ذلك تماما، فلم يتم تبني موهبتي من قبل القائمين عليه». وتتابع جنى في هذا الصدد: «لقد كنت محظوظة كون هناك شركة إنتاج مثل (ميوزك إز ماي لايف) لفتتها موهبتي وقررت مساندتي في مشواري الغنائي ولولاها لما كنت أنا هنا ولكنت تقوقعت كغيري من المشاركين في البرنامج الذين لم يتلقوا الفرصة نفسها».

وعما إذا كانت تفضل لو شاركت اليوم في أحد برامج الهواة الرائجة في العالم العربي أجابت: «لا أبدا، صحيح أنني أتابع أحيانا هذه البرامج مثل (ذا فويس) و(أراب آيدول)، وأفرح لأداء الغالبية منهم لأنها تغني بفرح، وأشعر بالأحلام التي تدغدغ مخيلتهم حينها تماما كما كان يحصل معي، لكنني أعتقد أنني وجدت طريقي ولن أعود إلى الوراء بل أصر على تكملة بما زودتني به خبراتي في هذا المجال».

وجنى التي بدأت تتفتح موهبتها الغنائية منذ نعومة أظافرها فوقفت على المسرح، إلى جانب الفنان محمد إسكندر وهي في عمر الخمس سنوات وشاركته في ديو غنائي حينها، ترى أن الأجواء التي تربت فيها ساهمت دون شك في بلورة أفكارها الفنية، وتحديد مهنتها هذه بالذات. فوالدها الشاعر اللبناني مارون روحانا واكب موهبتها الغنائية ورافق أحلامها التي باتت أحلامه أيضا مما عبد الطريق أمامها بسهولة.

وتقول معلقة: «لا شك أن وجود والدي إلى جانبي منذ صغري ومراقبتي له والتأثر بشعره، زودني بالشغف الذي ما زلت أعيشه حتى اليوم في مهنة الغناء». وأضافت: «في البداية لم يكن مقتنعا بدخولي عالم الغناء ولكنه عندما لمس موهبتي فيها أمسك بيدي وما زال المشجع الأول لي».

وعن سبب عدم استعانتها بكلمات في أغانيها من تأليفه قالت: «مواضيع الأغاني التي اختارتها لي الشركة المنتجة فرضت علي التعاون مع شعراء غيره، ولكنني دون شك سأغني له قريبا. وفي ألبومي الأول أغنيات من تأليفه، فأنا معجبة جدا بكتاباته وهو أشهر من أن يعرف».

أما عن ظهورها كتلميذة مدرسة في أغنيتها الجديدة «درس خصوصي» والتي أخرجها لها جاد شويري فقالت: «لقد أعجبت بالفكرة لا سيما وأنها أخذتني إلى عالم المدرسة الذي عشقته في صغري، صحيح أنني لم أكن أحب الدرس كثيرا ولكن أيام المدرسة لا تنسى ولدي ذكريات كثيرة عنها في مخيلتي». ورأت أنها استطاعت تجسيد دورها بطبيعية في الكليب بعيدا عن التصنع لأنها وضعت مرحلتها المدرسية نصب عينيها فقدمت كل ما كان يخطر على بالها في تلك الفترة. وقالت: «لقد كنت شقية تماما كما في الكليب، وكنت سعيدة بمراهقتي وبالمرآة التي كنت أحملها في جيبي لأسترق منها النظر إلى وجهي أثناء حصة الدرس، كل ذلك جسدته في الكليب وجاء طبيعيا».

وما إذا كان الشعور بالخوف من الغد يعتريها في بعض الأحيان ويدفعها إلى التردد أو التوقف عن ممارسة مهنة الغناء قالت: «الغد لا يخيفني أبدا فأنا مستعدة له من كل الجوانب، فكلما تقدمنا بالسن زادت خبرتنا في الحياة وصرنا أكثر صلابة، ولكن ما يخيفني حقيقة هو العودة إلى الوراء لأن المستقبل بنظري يحمل الأفضل وأنا متفائلة بطبعي».

وعما تعني لها الشهرة ردت: «برأي الشهرة تعني النجاح، فالإنسان يحصد ما يزرع وإذا ما قمنا بقراءة سريعة للأشخاص المشهورين، لاحظنا أنهم نجحوا في حياتهم وإلا لما وصلوا إلى ما هم عليه».

وعن كمية الطفولة التي ما زالت تحتفظ بها في أعماقها وحتى في تصرفاتها قالت: «أنا مزيج من جنى الطفلة والمراهقة والشابة المفكرة، وعندما أتحدث عن هذه الأخيرة أعني جنى التي تفكر مثل الكبار، ولكني أحسن اختيار التصرف المناسب في الوقت المناسب ولا أخلط بينهما».

وعن الوقت الذي يدفعها إلى التصرف والتفكير خلاله مثل الكبار أجابت: «هو عندما أترقب الحالة السياسية وأشعر بتأثيرها على مشواري الفني، فلولا ترديها وسوء أحوال الأوضاع السياسية في المنطقة ككل لكنت دون شك حققت تطورا أهم في مشواري الفني». وتختم «مش هيك بفكرو الكبار؟».

أما ألبومها المقبل المنتظر أن يرى النور نهاية الصيف الحالي فوصفته بالمتنوع والذي ستؤدي فيه لهجات متعددة كالمصرية واللبنانية والخليجية وبأنها ترغب في أن يحاكي جميع الشرائح والأعمار.

وكانت جنى قد أطلقت قبل فترة أغنيتين إحداها بعنوان «بنت من الشارع» والثانية «إذا فكرك».

وعن مدى تواصلها مع معجبيها عبر مواقع التواصل الاجتماعية قالت: «هذا الاختراع سهل على جيلنا أشياء كثيرة، كما أنه ساهم في إيصالنا بسرعة إلى أهدافنا. فأنا ناشطة جيدة على هذه المواقع وعندما احتللت المرتبة الثلاثين على لائحة الفنانين الناشطين، فرحت كونني استطعت الوصول إلى هذه المكانة رغم عمر مشواري الفني».

أما أكثر الفنانات اللبنانيات اللاتي تأثرت بهن وتحب الالتقاء بها فهي صباح وقالت في هذا الصدد: «جميعهم فيهم الخير والبركة ولكني أعتبر صباح وجها مشرقا لن يتكرر من لبنان فصوتها مميز وشخصيتها جميلة ولطالما حلمت بلقائها، ولكن إصابتها بالمرض في الفترة الأخيرة حال دون ذلك، وأنا محظوظة كوني عايشت ولو جزءا صغيرا من حقبة صباح وهذا بمثابة فخر لي».

أما النصيحة التي حفظتها من والدها وتحملها معها أينما كانت فهي ألا تقوم بأي عمل غير مقتنعة به مهما كان سيدر عليها من شهرة أو غيرها وقالت: «لقد حفظت هذه النصيحة ظهرا عن قلب وتمسكت بها ولا أقوم بأي عمل إذا لم يكن نابعا من قلبي».