ميريام فارس: سأكمل مشواري في الدراما.. ونص كلوديا مرشليان حافز أول لمشاركتي في «اتهام»

وصفت الملاحظات الإيجابية للممثلين أحمد خليل وعزت أبو عوف عنها بأنها شهادات تقدير تعتزّ بها

TT

قالت الفنانة ميريام فارس إن الدافع الأول لموافقتها على المشاركة في مسلسل «اتهام» كان النص المكتوب من قبل المؤلفة كلوديا مرشليان. وأضافت في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»: «لطالما كنت من المعجبات بكتابتها، وعندما علمت أنها ستكون صاحبة النص وافقت دون أي تردد».

وأكّدت ميريام أنها ستكمل مشوارها في عالم الدراما بعد النجاح الذي حققته في المسلسل المذكور. وقالت «لقد تلقيت الآلاف من الرسائل عبر المواقع الإلكترونية، التي تدعوني إلى خوض تجربة درامية أخرى، وأتمنى ذلك من كلّ قلبي». واعتبرت ميريام فارس أن مشاركتها في هذا المسلسل زوّدتها بخبرة كبيرة وجديدة في عالم الدراما، خصوصا أنه كان محطّ أنظار المشاهدين في العالم العربي أجمع.

وعن دورها في المسلسل قالت «شخصية (ريم) التي لعبتها كانت صعبة، فهي فتاة محطّمة وتحاول أن تخرج نفسها من المشاكل التي وقعت فيها، الأمر الذي انعكس سلبا على نفسيتي فتعبت. وكانت كمية الدموع التي ذرفتها أثناء قيامي بهذا الدور توازي كل الدموع التي ذرفتها في حياتي العادية». وأشارت إلى أنها بكت بصورة طبيعية دون الاستعانة بدموع اصطناعية، وأن بعض المشاهد التي تظهر دموعها الغزيرة احترقت خطأ أثناء المونتاج فلم يتسن للمشاهد رؤيتها.

وأكّدت أن المشهد الذي وقفت فيه على قبر والدتها في المسلسل استغرق تصويره أربع ساعات متواصلة، وأنها حتى في الوقت الفاصل بين المشاهد كانت تستمر في البكاء. وعلّقت على هذا الموضوع بالقول «كنت لا أحبّ أن أضيّع إحساسي حتى في أوقات الاستراحة، ففي أحد المشاهد الذي تطلّب مني الصراخ بصوت مرتفع مع الممثل حسن الرداد (خالد)، بقيت حتى أثناء (البريك) أتحدث بالنبرة ذاتها». وعن أهم الملاحظات التي دوّنتها على أجندتها كما تقول فهي تلك المتعلّقة بوقوفها أمام الكاميرا، وقالت «على الممثل أن يلحق هو بالكاميرا، عكس الفنان على المسرح الذي تلحق تحرّكاته عدة كاميرات، هذا الأمر كان جديدا علي ووجدت صعوبة في الاعتياد عليه، مما تطلّب مني تدوين ملاحظات من خلال تحديد تحركاتي أمام الكاميرا».

وعن ردود فعل الممثلين الذين شاركوها التمثيل قالت «أهم شيء حصلت عليه من هذه التجربة هو شهادات عمالقة في التمثيل أمثال أحمد خليل وعزت أبو عوف. فكلّ منهما أنصفني على طريقته، بحيث أسرّ لي الأول بأنني أول فنانة تدخل عالم التمثيل بهذه القوة وكأنها تمارس المهنة منذ عشرين عاما». وتضيف «أما الكبير عزّت أبو عوف فاعترف في حديث صحافي بأنه في البداية لم يبذل جهدا لإخراج كلّ طاقته في التمثيل، وعندما وقف أمامي شعر وكأنني سأتفوّق عليه، فأعاد حساباته واعتبر أنني فاجأته». حتى الممثلة تقلا شمعون أثنت على حفاظها على خطوط شخصية «ريم» خمس ساعات متواصلة، وكذلك الأمر بالنسبة للكاتبة كلوديا مرشليان كما ذكرت ميريام فارس في سياق حديثها، فكانت تتصل بها لتهنئها على أدائها بعد مشاهد معينة. وقالت فارس «لقد صرّحت كلوديا مرشليان أثناء المؤتمر الصحافي الذي عقد للإعلان عن المسلسل، بأن (ريم) هي من أصعب الشخصيات التي كتبتها». وعن أكثر ما أخافها أثناء القيام بهذه التجربة ردّت قائلة «كنت خائفة من أن أخذل نفسي، فأنا ناقدة قاسية لأعمالي ومن الصعب أن أرضى عنها إذا لم أقتنع بأدائي فيها».

وعن كيفية حفظها السيناريو قالت «لم أحفظه غيبا أو كلمة كلمة، بل كنت أحفظ الفكرة وأوصلها بطريقتي، فأرتجل أحيانا كثيرة بعفوية مطلقة». وتابعت «الورقة التي كنت أدوّن عليها ملاحظاتي كانت تلازمني حتى قبيل المشهد بلحظات فأتخلّص منها بوضعها تحت الطاولة أو خلف ظهري حتى لا أنسى كلام وردود فعل الممثل أمامي، فأنا عشقت دور (ريم) وسكنني من رأسي حتى أخمص قدمي، وتماهيت مع الدور وذبت فيه خاصة في المشاهد المؤثّرة التي كنت أؤديها بطبيعية مطلقة». وعما إذا تابعت أعمالا درامية لغيرها من الفنانين أو الممثلين قالت «لم يكن لديّ الوقت لذلك، فحتى مسلسلي تابعته عبر موقع الـ(يوتيوب)، ففي عمري لم أكن أشاهد المسلسلات التلفزيونية، وحتى أكون صادقة مع قرائكم تابعت بالصدفة الجزء الثاني من مسلسل (حريم السلطان) لأن والدتي كانت تتابعه فكنت اضطر أن أشاهده بدوري عندما ألازمها المنزل». وتضيف «اليوم صارت عندي الحشرية لمشاهدة أي مسلسل، وقد أقف ولو للحظات أمام مشهد ما لفتني لأقف على أداء الممثل الذي يقوم به، وهذا الأمر يسري أيضا على الأفلام السينمائية الأجنبية».

وعما إذا كانت مستعدة لتكرار تجربتها مع الفوازير التي سبق أن قدّمتها منذ نحو السنتين أجابت «لم لا إذا كانت بنفس مستوى الإنتاج الضخم؟.. شرط أن يكون لديّ وقت كافي لتنفيذها، لأنني في المرة الأولى صوّرتها في ظرف 48 يوما فقط».

أما عن خوضها تجربة مسرحية عالمية من خلال «بيتر بان» التي عرضت في دولة الإمارات العربية فقالت «هذه التجربة دوّنت في تاريخي الفني لأهميتها الكبيرة، فأن يتم اختياري من بين كلّ الفنانات على الساحة العربية فهو أمر أفتخر به، لا سيما أن القيمين على هذه المسرحية البريطانية أعطوني حقّ أداء الأغنية الشهيرة (you raise me up) بصوتي، وهو أمر لم يسبق أن حصل سابقا في العالم العربي». وعما إذا كانت تسعى إلى العالمية بعد هذا العمل ردّت موضحة «العالمية ليست بالشيء السهل أبدا، فهناك عوامل عدّة تدخل في هذا الموضوع، إضافة إلى المحسوبيات الموجودة في عالم الفن الغربي».

وعن مشاريعها المستقبلية قالت «هناك عدة مشاريع أعمل على التحضير لها حاليا، وفي مقدمها إطلاق ألبومي الغنائي الجديد الذي أنوي طرحه في الأسواق في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وهو يتضمن أغاني تعاونت فيها مع عدد كبير من الموسيقيين والشعراء، وبينهم سليم سلامة وهادي شرارة وميشال فاضل من لبنان، ومحمد محيي ومحمد رفاعي من مصر، إضافة إلى يوسف العماني وعبد الله القعود وسعود الشربتلي من الخليج العربي. كما أحضّر لعمل غنائي مسرحي جديد من نوعه أنوي التنقل فيه بين بلدان عربية وأخرى غربية، وسيكون بمثابة مفاجأة لجمهوري».

وعن نصيحتها للجيل الصاعد في عالم الغناء قالت «أعتقد أن الناس باتوا ملتهين بأشياء كثيرة في هذا الزمن غير الاستماع إلى الأغاني، ولذلك من يرغب في دخول هذا العالم فعليه أن يجتهد كثيرا ليتميّز عن غيره، فالمطلوب منه مضاعفة جهوده بشكل كبير للوصول إلى هدفه». وأضافت «لعلّني آخر من تخرّج في برامج هواة الغناء، وقد تعبت كثيرا للوصول إلى ما أنا عليه».