كارول سماحة: خطوتي المقبلة في التمثيل ستكون بعيدة عن السير الذاتية

وصفت الإعلام الإلكتروني بأنه «مستفز» بسبب جهل بعض المتطفلين عليه

TT

قالت الفنانة كارول سماحة إن أكثر ما يستفزها حاليا على الساحة الفنية هو الإعلام الإلكتروني. وأوضحت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أصاب الفلتان هذا المجال من جراء بعض المتطفلين عليه، فصار بإمكان أي شخص أن يستحدث موقعا إعلاميا إلكترونيا، مما أثر في هذا النوع من الإعلام سلبيا. وبرأيي، فإنه لا يجوز استسهال استخدام عبارات تحمل معاني مهمة في طياتها ضمن مقالات دون المستوى المطلوب، لأن من يقف وراءها جهلة ولا يمتون إلى هذا المجال لا من قريب ولا من بعيد، الأمر الذي ينعكس سلبا على القارئ بشكل أولي فيضيع».

ورأت، من ناحية أخرى، أن وسائل الاتصال الإلكترونية في الإجمال سهلت أمورا كثيرة وخصوصا في ما يتعلق بالفنان، إذ صار هو شخصيا بمثابة وكالة أنباء يعلن آراءه وتحركاته بشكل آني.

وعن انطباعاتها حول الجوائز التي حصدتها أخيرا والتي نالتها من أكثر من مصدر، بينها «الموركس دور» في لبنان عن أفضل ألبوم عربي وأغنية عربية (إحساس) و(وحشاني بلادي)، و«مهرجان القاهرة الفني» عن مجمل أعمالها الفنية وأفضل فيديو كليب غنائي (سهرانين)، و«وورلد ميوزك أوورد» في موناكو عن أفضل أداء غنائي ومسرحي في الشرق لعام 2013 - قالت: «لا شك في أن هذه الجوائز دليل قاطع على نجاح أعمالي، البعض انتقد أو شكك في الموضوع، ولا سيما فيما يخص الجائزة التي نلتها في موناكو، إذ تساءلوا: لماذا استحدثت على دوري، ولكني أوضحت أن القائمين على هذا المهرجان لمسوا نجاحات عربية في عدد من أنواع الفن المقدمة في منطقتنا، وراجعوا تاريخي الفني والأعمال التي قدمتها، فأرادوا تكريمي ابتداء من هذا العام، وسنشهد في السنين المقبلة جوائز عن فئات أخرى تقديرا لها».

وعن أغنيتها الأخيرة «سهرانين» التي خرجت فيها عن النمط المعروفة به، أجابت: «لا طريق واحدا أعتمده في خطي الفني، وأنا أعد أغنياتي هي تماما كالشخصيات التمثيلية التي أؤديها، ففي كل مرة تجسد فنا مغايرا، وهذا التغيير نابع من شخصيتي الأساسية كوني لا أحب التكرار، فأنا لا أضع حواجز أو طريقة تفكير واحدة لخطواتي، والتطور في مجال الفن لا حدود له، وفي هذا الإطار أنا متجددة دائما». وعن أعمالها الغنائية الجديدة المرتقب أن تقدمها لمحبيها، ردت: «هناك كم هائل من الأعمال التي أحضرها، وبينها أغنية (الشرق العظيم) التي صورتها أخيرا والتي ستشكل قفزة نوعية في عالم الفيديو كليب والغناء بشكل عام، فبعد (صباح الألف الثالث) التي قدمتها في الماضي والتي شكلت علامة فارقة لي، فإنني أتوقع لـ(الشرق العظيم) رد الفعل نفسه، لا سيما أنني أعدها من أضخم الإنتاجات الفنية التي قمت بها».

يذكر أن «الشرق العظيم» صورت بتقنية عالية وبإنتاج ضخم، وهي من كلمات وألحان مروان خوري وتوزيع ميشال فاضل، وشارك في عزف موسيقاها 80 عازفا تابعين للأوركسترا الفلارمونية الأوكرانية. أما إخراجها، فوقعه الفرنسي تيري فيرن الذي سبق أن تعاونت معه كارول سماحة منذ بداياتها.

وعن مشاريعها التمثيلية، قالت: «أنا اليوم منشغلة بحياتي العائلية أكثر من أي وقت مضى، وأتطلع إلى تأسيس عائلة حقيقية مؤلفة من زوج وأطفال. فالأعمال التمثيلية مؤجلة حاليا، ولكني بالتأكيد لن أعيد الكرة بتمثيل عمل درامي عن سيرة ذاتية معينة كالتي قمت بها منذ فترة وأقصد (الشحرورة)، فانا أرغب في عملي الدرامي المقبل أن أقدم شيئا مغايرا يعرف عن موهبتي في هذا الإطار بشكل مغاير ولا سيما في مصر، وكذلك الأمر بالنسبة لمشاركتي في فيلم سينمائي فالأمر مؤجل أيضا في الوقت الحالي».

وعما إذا شعرت بالندم عن فترة معينة من حياتها، ردت: «ندمي الوحيد ينبع من عدم دخولي مجال مهنة الغناء (pop career) في وقت مبكر، فبرأي أنه كان علي البدء في أواخر التسعينات، أي عندما شاركت في مسرحية (آخر أيام سقراط) في عام 1998، ولكنني انتظرت حتى عام 2003 وأعتقد أنني تأخرت قليلا».

وعن الدور الذي يلعبه زوجها رجل الأعمال المصري وليد مصطفى في حياتها اليوم، أجابت: «هو نصفي الآخر بامتياز، صحيح أنه شخص هادئ وعقلاني وكتوم في الوقت نفسه، ولكنه الوحيد الذي باستطاعته أن يولعني أو يهدئني في دقائق قليلة، ولعل خبرته في مجال الأعمال على أنواعها زادتني أنا أيضا خبرة وتطورا». وكارول التي تحدثت أكثر من مرة عن تأثرها بالفنانة الراحلة صباح، وعن الأشياء التي تعلمتها منها، وذلك من خلال تقربها منها أثناء تصويرها مسلسل «الشحرورة» - علقت على غيابها بالقول: «أعتقد أن لبنان بأكمله اهتز لرحيل عملاقين في وقت واحد؛ وهما صباح والشاعر سعيد عقل، فهما رمزان من رموز لبنان العز والجمال، وبرحيلهما شعرت كأن عمودان من قلعة بعلبك هويا، فهما حالتان فنيتان لن تتكررا بالتأكيد».

وبعيدا عن الأضواء، تحدثت كارول سماحة عن كيفية تمضيتها يوما كاملا في منزلها بالقاهرة، وقالت: «أعيش حياة طبيعية جدا، فعادة ما أستيقظ من النوم نحو العاشرة صباحا وأتناول فنجان القهوة الأميركي الذي ينعشني، وأنا أقوم بجولة إلكترونية على أخبار الصحف والسياسة وأي أحداث أخرى، وبعدها أجلس مع زوجي ونتساير في شتى المواضيع وأشرف بنفسي على أعمال المنزل، ولا سيما فيما يخص أعمال المطبخ، فأنا طباخة ماهرة ولدي هواية في الطهي، إذ إنني أبتكر وأخترع أطباقا على ذوقي. وخلال النهار، أمارس الرياضة بشكل مكثف فإما أقوم برياضة الهرولة في الشوارع المحيطة بمنزلي، وإما أن أتمشى في حديقتنا، فأنا أحب الطبيعة جدا وأعدها جزءا لا يتجزأ من أسلوب حياتي اليومي». وتضيف: «أما في المساء، فنمضي أنا وزوجي أوقاتا مسلية مع الأصدقاء، وإما نخرج للعشاء على ضفاف النيل أو في أي مكان آخر يختاره وليد».

وعن متابعتها الإصدارات الفنية الجديدة على الساحة، قالت: «أتابع دائما كل جديد، وأخيرا استمعت إلى ألبوم المطرب وائل كفوري فهو يتضمن أغاني جميلة». وعن المخاوف التي تراودها في الفترة الأخيرة، قالت: «لا أدري لماذا صرت أفكر مليا ف مشواري الفني فأحلامي كبرت وأملك الكثير من الأفكار لأحققها تكفيني إلى حين بلوغي الثمانين ربما، وأتمنى أن أستطيع التوفيق ما بين فني وعائلتي، وألا أضطر إلى التقصير في مكان على حساب مكان آخر، فمجال الفن برأيي أناني جدا، كما أن العائلة هي من الأولويات في حياتي».