لوريس قزق لـ «الشرق الأوسط»: ليست لدي خطوط حمراء.. إلا إذا كانت هناك مشاهد قاسية

الفنانة السورية تصور حاليا دورها في مسلسل «دامسكو» بشخصية طالبة جامعية متزنة

لوريس قزق
TT

تنتمي الممثلة السورية لوريس قزق إلى جيل الفنانات الشابات اللاتي برزن في السنوات الأخيرة بشكل لافت للانتباه في الدراما السورية، وكان لجمالهن وموهبتهن وحضورهن المتميز كما لدراستهن الأكاديمية في المعهد العالي للفنون المسرحية، الدور البارز في تألقهن في المسلسلات التلفزيونية.

ولوريس، التي تنتسب لعائلة فنية عشقت المسرح والدراما؛ حيث إن عمها الفنان المخضرم فايز قزق، شاركت مؤخرا في بطولة مسرحية «دائرة الطباشير» التي عرضت على مسرح «الحمراء» الدمشقي للمخرج أيمن زيدان، كما أنها تصور حاليا دورها في المسلسل الاجتماعي المعاصر «دامسكو».. وفي حوار معها تتحدث لوريس لـ«الشرق الأوسط» قائلة: «أقوم حاليا بتصوير مسلسل (دامسكو) للمخرج سامي جنادي.. وألعب شخصية (نسرين) طالبة الجامعة في السنة ثانية - تاريخ.. الفتاة الوازنة المجتهدة (بنت بسيطة عفوية) تقع في حب شخص تحصيله العلمي أقل.. وهذا ما سيجري ضمن الأحداث.. وهذه الشخصية مختلفة كليا عما سبقتها من شخصيات قدمتها في مسلسلات سابقة».

وحول انطلاقتها الفنية ودور الفنان فايز في تشجيعها على دخول الدراما، توضح لوريس: «كانت بداية المشوار في الحقيقة صعبة جدا ومربكة وبالنسبة لي. بعد تخرجي من المعهد كانت بداية المشوار الصعب.. طبعا المعهد العالي قدم لي الكثير، خصوصا على صعيد المسرح وتنمية الموهبة.. بالنهاية الأكاديمي يعتمد على أساس متين يتبعه خلال أدائه ودراسته للشخصيات إن كان في الدراما أو المسرح أو السينما.. والفنان فايز بالنسبة لي (قاموسي الذي أستند عليه في حياتي الفنية)، فهو المرجع الوحيد ضمن مجالي، خصوصا خلال دراستي بالمعهد العالي».

وترى لوريس أن جمالها لا يكفي لتحقيق النجاح في الدراما: «بصراحة في هذا الموضوع بالذات، الجمهور والمخرجون هما اللذان يحددانه.. فموضوع الجمال بالنسبة لي تحصيل حاصل.. بالنهاية إذا كانت الممثلة ملكة جمال وكان الأداء دون المستوى المطلوب، فما نفع ذلك؟!!! بالنهاية هذا الموضوع يختلف بوجهة النظر من شخص لآخر.. فهنالك ممثلات يملكن جمالا أقل من عادي، ولكن حضورهن قوي، والعكس صحيح».

تبتسم لوريس وهي تجيب عن سؤال حول الأدوار الجريئة والخطوط الحمراء وقبولها أدوارا فيها مشاهد ساخنة ولباس مثير: «نعم أقبل بها إذا كانت الأدوار تقدمني بشكل أنيق وكانت الرسالة واضحة.. لما لا؟ ليست لدي أي خطوط حمراء إلا إذا كانت هناك مشاهد قاسية والمشاهد غير معتاد عليها، في هذه الحالات فقط يتم مناقشة المخرج لنصل إلى حل مناسب.. ليست عندي مشكلة في أداء أي شخصية ما دامت الرسالة واضحة ومنطقية، لها همها وسيرة ذاتية خاصة بها وبعيدة عن السخف.. ليست عندي أي مشكلة..».

وحول ما إذا كانت متطلبة في عملها الدرامي، وتفضيلها العمل مع مخرج دون آخر، تقول لوريس: «لست متطلبة مطلقا.. برأيي أن الممثل الذكي الذي يقبل بشخصيات مغايرة ومختلفة عن سابقاتها من شخصيات، وهو الذي يغني الشخصية ويدرسها بكل جوانبها لتكون أفضل مما لعبها من شخصيات. بالنهاية، هذا يعتمد على تطوير أدوات الممثل في كل مرة يقوم فيها بتجسيد شخصية ما.. بالتأكيد أنا ضد أن يكرر الممثل نفسه وينمِّط نفسه ضمن قالب معين.. فالتنوع يجعل من الممثل مطلوبا أكثر وأكثر، وبذلك تظهر موهبته بشكل واضح. وبالنسبة للمخرجين، فليس عندي مشكلة مع أي مخرج.. عملت معهم جميعهم، وأكن لهم المودة والاحترام.. والمخرج المفضل لدي هو الذي يحترم جهد الممثل وتعبه».

وعن رأيها في الدراما المدبلجة وهي التي شاركت في كثير منها، تشرح لوريس: «نعم شاركت في أعمال مدبلجة تركية كثيرة.. هذا النوع من الأداء صعب جدا، ولكنه فن بحد ذاته، تعلمت الكثير منه.. اكتشفت عدة طبقات لصوتي الذي أستخدمه لعدة كراكترات في المسلسلات التركية والإيرانية من جديد.. يا صديقي نعم صحيح أنها تلقت اهتماما كبيرا وواسعا لدى المشاهد على حساب الدراما السورية، ولكن نوع كهذا من المسلسلات الطويلة التي أغلبها يحكي قصص حب، والمراهقة، صدقني عبر الزمن تنتسى ولا تعلم في الذاكرة بشكل دائم.. مثال بسيط (لميس ويحيى) أنا وأصدقائي كنا من المتابعين له، أما الآن فلا أذكر سوى بعض التفاصيل الصغيرة على عكس (الخشخاش) مثلا، وهو مسلسل سوري عرض قبل 20 عاما، وكنت طفلة وتابعته، حيث انطبع في الذاكرة منذ طفولتي».

ولوريس المعجبة بمسلسلات دراما السيرة الذاتية، تقول إنه «لا بد في هذا النوع من الدراما أن يكون خيار الشخصية الرئيسية متطابقا من حيث المواصفات والسلوك مع الشخصية المراد تأديتها.. وكتابة المعلومات الدقيقة للشخصية المراد الحديث عنها، ولذلك أتمنى تقديم شخصية ما في هذا النوع من الدراما، وأعتبر ذلك مغامرة».

وللسينما حصة جيدة في رحلة لوريس الفنية القصيرة نسبيا.. تقول عنها: «في مجال السينما، شاركت بثلاثة أفلام وهي: (ليلى)، إخراج محمد عبد العزيز، والثاني فيلم (الرجل الذي صنع فيلما) إخراج أحمد إبراهيم أحمد، والثالث فيلم قصير (جدارية الحب) إخراج أوس محمد. وأتمنى المشاركة أكثر في المستقبل في مجال السينما، فنحن نملك الإمكانية، وللأسف الشديد رغم غياب الدعم للفن السابع في بلدنا، فنحن عندنا مخرجون لهم تاريخهم السينمائي، وأيضا مخرجون شباب مبدعون وإمكاناتهم جيدة.. نريد فقط تقديم الدعم لهذه المواهب».

ولا تخفي لوريس عشقها غير المحدود للمسرح موضحة: «نعم أعشق المسرح، ولن أفارق هذا الفن الجميل الرائع، فنحن أولاد الخشبة، ودراستي الأساسية في المعهد العالي ومشاريع التخرج كانت على خشبة المسرح. لن تمر سنة لا تكون لي فيها مشاركة ولو واحدة على الأقل على خشبة المسرح، وآخر عمل لي كان عرضه قد انتهى منذ فترة قصيرة، وهو مسرحية (دائرة الطباشير) إخراج الفنان أيمن زيدان».

لوريس المتزوجة من الممثل السوري الشاب كرم الشعراني قبل فترة قصيرة، ترى أن «الزواج لم ولن يكون مرتبطا لا بمهنة ولا بصفة ولا بأي شيء، فهو مرتبط بشيئين فقط وهما: الحب والتفاهم».

ولدى لوريس أخيرا هوايات منزلية وشخصية، وهي كما تقول: «الطبخ.. أنا أجيد الطبخ، وأعشقه وأتفنن به.. وأيضا أحب السباحة».