نقض المواثيق ووحدة السودان

TT

تعقيبا على ما اورده عوض امين عباس تحت عنوان «النفاق السياسي على الطريقة السودانية» اشير الى ان قانون المناطق المقفولة عام 1922 كان نتيجة لممارسات الشماليين غير المسؤولة لتجارة الرق. ورغم ذلك نجد ان الجنوبيين وبكل شجاعة حسموا الامر لصالح الوحدة في مؤتمر جوبا عام 1947 مما يدل على انهم على استعداد للعيش مع الشماليين. وللاسف الشديد ان غطرسة الشماليين قد حالت دون ذلك عندما ذهبوا لمناقشة مشروع الحكم الذاتي في مصر لم يصحبوا معهم احدا من الساسة الجنوبيين، وفي فجر الاستقلال لم يكن هناك حوار عادل وعاقل مما ادى لاندلاع الحرب الاولى رغم ذلك كانت النتيجة سلاماً لضمان وحدة السودان في اتفاقية اديس ابابا 1972، بعد عشرة اعوام اندلعت الحرب الثانية نتيجة لمحاولة فرض دين ولغة بحجة انه شرع الله، وذلك نتيجة لتنشئة مغلوطة بأن ضمان وحدة السودان لا يتم الا بتعميم اللغة العربية ونشر الدين الاسلامي.

اما قول جون قرنق بأن الحكومة السودانية هي طالبان افريقيا فهو قول لا ريب فيه ويكفي تعاون حكومة الخرطوم مع الاستخبارات الاميركية لكشف اثر بن لادن.

اما ممارسات الحكومة في الداخل فشنيعة، كقتل المدنيين والتدمير والاسترقاق باسم الجهاد في جنوب السودان وجبال النوبة التي حاولوا تسميتها تلال العروبة. كل ذلك ألا يجعلها اخت طالبان بجدارة؟

واخيرا نقض المواثيق صفة قبيحة لدى الشماليين اذا تركوها تكون الوحدة ممكنة.