عولمة الصحافة العربية بين الحقيقة والخيال!

TT

كتب د. ممدوح النادي في «الشرق الأوسط» العدد 8551 منادياً بالتقارب الفكري والتفاهم عن طريق الحوار واقامة جسور الاتصال بين الشرق والغرب، موضحاً وجوب وجود بث اعلامي عربي فاعل، واقترح تحديد ثلاثة أشخاص لترجمة الآراء ونشرها في صحيفة عالمية (الكاتب، المترجم، المدقق أو المراجع)، كما اشترط المصداقية والقبول في الترجمة، وبيّن بعض الأمثلة الدالة على اعجاز اللغة العربية وكثرة مترادفاتها، وتعدد استعمالات الكلمة الواحدة واشتقاقاتها ومترادفاتها، وأسرار ايجازها في الدلالة انها تفوق أية لغة أخرى، فلفظ قليل يدل على معان كثيرة، وسحر الفاظها بأن لها وقعاً على الأذن يختلف شدة ولطفاً باختلاف التركيب فيؤثر في النفس تأثيراً خاصاً سواء في النثر او النظم، وقد جذبنا مقاله جذباً ساحراً يثري حصيلة القراء ويفتح ابواباً واسعة وآفاقاً رحبة للكتاب والكاتبات، وأجدها فرصة سانحة لأؤيد ما تناوله، وارجو ان تتحول آماله وأمنياته الى حقيقة، وان صادفت بعض العراقيل، فاعتقد ان الحل البديل هو ان يقوم كل كاتب باختصار مقالاته ـ ان كان مطولة سواء نشرت بالصحف، النشرات، الرسائل، المجلات ـ وترجمتها الى العديد من اللغات وجمعها بين دفتي كتاب، او جعل ذلك على اقراص وديسكات وعبر شبكة المعلومات، وأشرطة كاسيت وفيديو يتم توفيرها في القرطاسيات والمكتبات والبقالات والأكشاك وحافلات النقل والطائرات والسفن بأسعار مناسبة للجميع، ونفس الاجراء لغير العرب، حتى يتسنى للقارئ ان يختار الكاتب او النسخة التي تروق له وفق اللغة التي يجيدها ويفهم معانيها ومراميها ويستطيع ان يقرأ ويستوعب ما بين السطور، ويتولى هذا الشأن جهاز محدد وشركة يعمل بها مجموعة من الكتاب والصحافيين والمثقفين والمؤلفين والمترجمين والناشرين.

فلو اننا «عربنا» صحف الغرب لاضطررنا لنقل ما تحتويه الصحف من غث وسمين بما فيها الاعلانات، والذي يهم القراء المثقفين الاستماع الى اصحاب الرأي وما يثري ثقافتهم ومعلوماتهم ويحل مشكلاتهم بعيداً عن الأخبار السياسية والرياضية والمحليات والتحقيقات.