لا يجوز إطلاق صفة المسيحي على الشريط اللبناني الجنوبي

TT

أرجو أن يتّسع صدر الكاتب غسان الإمام للتعليق على ما ورد في مقاله بتاريخ 2000/10/10 بعنوان «باراك يستطيع أن يبدأ حرباً، لكن لا يستطيع إنهاءها». وما يعنيني هو قوله: لماذا نسي صدام تحرير فلسطين انطلاقا من «الجيب المسيحي» في جنوب لبنان.

العجب كيف تختلط الأمور بهذه السهولة على كاتب كبير وأديب نكن له كل التقدير والود. إن جنوب لبنان وما كان تحت الاحتلال البغيض هو جزء من كل لبنان بكل عائلاته الروحية، وما ذاك الجيب إلا جيب إسرائيلي وليس جيبا مسيحيا. وإذا كان المواطنون من شيعة ودروز ومسيحيين تعاملوا مع إسرائيل فلنسأل لماذا؟ إن الجيش أساسا هو قسم من الجيش اللبناني كان هناك للمحافظة قدر المستطاع على القرى والأهالي وكان يتقاضى رواتبه من الدولة اللبنانية.

وإذا صدف وكان سعد حداد وانطوان لحد مسيحيين فلا يجوز إطلاق صفة المسيحي على ذلك الجيب لأنه بذلك تصبح قاعدة يمكن أن تنسحب على أماكن أخرى. وإذا كان غسان الامام يعني «الجيب المسيحي» بين مزدوجي النفوذ السياسي فهو أدرى من غيره أن النفوذ كان إسرائيليا بفضل غباء سياسة الكاتيوشا. وإذا كان صدام قد أرسل في وقت ما أسلحة إلى الميليشيات المسيحية إضافة لإسرائيل وهذا صحيح كما سبق له أن أرسل سلاحا ومقاتلين للفلسطينيين وحلفائهم، فمن أين جاء سلاح باقي التنظيمات؟

أما انتقال زعماء الميليشيات من إسرائيل إلى فنادق بغداد فليس بغريب بعد أن دلّهم إلياس حبيقة كيف يبدل جلده المخابراتي الإسرائيلي بعباءة الوطنية ويصبح وزيرا.

بقي أن أدعو للكاتب بالصحة والعافية وطول العمر والوعد أن أتابع كل ما يكتب بكل التقدير والاحترام ولو اختلفت «معه» بالرأي أحياناً.