الطفل محمد الدرة، او الشهيد الطفل محمد الدرة كلنا نعرف هذا الاسم جيدا انه الطفل الذي نقلت وقائع قتله بالرصاص حية على الهواء لتهتز لها مشاعر العالم اجمع من اقصاه الى اقصاه. انه الطفل الذي استطاع بموته ان يكشف القناع عن بشاعة قوات الاحتلال وعن مدى خزي وذل القيادة الفلسطينية، وكم هناك من محمد الدرة اخر ربما قتل وبالرصاص ايضا ولكن لم تنقل وقائع قتله لنا وبالتالي لا نعلم عنهم شيئا. بالتأكيد انهم بالعشرات وبالمئات فماذا فعلنا من اجلهم؟ ماذا فعلت القيادة الفلسطينية من اجلهم؟ نريد شيئا غير الشجب والاستنكار والتهديد يجعل اليهود يشربون من ماء البحر الميت كما هو دأب السلطة الفلسطينية. ان المطلوب اليوم شيء آخر شيء سهل للغاية نتمناه نحن ويتمناه الطفل محمد الدرة في قبره ويتمناه الف محمد الدرة من اطفال فلسطين الحبيبة. كل ما نتمناه اليوم هو الا تتدخل القيادة الفلسطينية بانتفاضة الحجارة الجديدة. لان الايام اثبتت لنا ان تدخلهم لم يكن يوما ولا لحظة لصالح الفلسطينيين، كل ما نتمناه ان يرفعوا اياديهم عن هذا الجهاد المقدس ويدعوا الكلمة لمحمد الدرة ورفاقه، لا سيما ان السلطة قد استنفدت كافة السبل المزعومة لتحقيق السلم بدءا من سياسة الانبطاح ومفاوضاتها السرية مع المحتل ومرورا بايداع المخلصين من شباب فلسطين في المعتقلات والسجون وانتهاء بتقبيلها الشهير ليد (ايليا رابين). نتمنى اليوم ان يتركوا الصغار امثال محمد الدرة ليقولوا كلمتهم فربما كان هؤلاء الصبية اكثر فهما وادراكا وصدقا من كبارهم. واخشى ما نخشاه هو ان تسارع السلطة لتعلن في اليوم او غدا ان من قتل محمد الدرة ليسوا جنود الاحتلال وانما هم اعضاء من حركة حماس وان من اشعل هذا الغضب العارم ليس شارون صبرا وشاتيلا وانما هم اعضاء من حركة الجهاد الاسلامي فالايام عودتنا على ذلك. نلتمس اليهم الا يتدخلوا وان يدعوا ساحة الاقصى الشريف للشرفاء.. ويغادروا.