الانتقال السلمي للسلطة في أرض الصومال

TT

بالإشارة إلى ما نشر على صفحات «الشرق الأوسط» حول انتقال السلطة سلما، لطاهر ريالي كاهن خلفا للمرحوم محمد إبراهيم عقال ـ رئيس ما يعرف بجمهورية أرض الصومال ـ لي التعليق التالي:

على الرغم من إنني لست من أنصار ومشجعي فكرة انفصال أرض الصومال من شقيقتها في الجنوب، تلك الفكرة التي قادها المرحوم وأغلبية الشماليين، وهذا فقط إيمانا مني بأن الاتحاد قوة وأن التفرق يقود إلى الضعف والهوان، إلا أن من يلقي نظرة فاحصة على هذا الإقليم الشقيق ويقارن مع الأقاليم الجنوبية في الصومال، يرى اختلافا كثيرا في شتى مجالات الحياة، ويرجع سبب ذلك الى أن الطريقة التي يعالج بها إخواننا في أرض الصومال تكاد تسمو الطريقـة التي يسلك فيهــا الجنوبيون في إدارة أقاليمهم. ولا يسمح المقام هنا، بسرد الدلائل والقرائن لإثبات ذلك. فيكفي أن الشماليين حينما دخلوا عاصمتهم (هرجيس) إثر سقوط الحكم السابق، لم يحصل منهم مثلما حصل في مقديشو. كما أن الحرب الأهلية التي اندلعت في الصومال، كانت نصيبها الأكبر في الجنوب، وكذلك عدم الاستقرار السياسي والأمني والخلافات العشائرية، كانت تدور رحاها في الجنوب. وأرجو أن لا يفسر من كلامي أن الشماليين لا سلبيات أو شطحات لهم. واليوم نرى في أرض الصومال موقفا أنموذجا آخر يحتذى به، ويجب علينا ان نثمنه ونباركه، وهو الانتقال السلمي للسلطة في ارض الصومال، وتعيين طاهر كاهن كرئيس لها خلفا للمرحوم إبراهيم عقال، وذلك تنفيذا لما يقرره الدستور هناك. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الدبلوماسية الفذة، والحنكة السياسية التي يتميز بها المسؤولون على أرض الصومال. وهي بلا شك خطوة بناءة تستحق الإشارة إليها.

ولعل من الحصافة أن تهب المنظمات الدولية والإقليمية لمساندتهم فليس من العدالة أن نربط مصير هذا الشعب بمصير الجنوبيين الذين عجزوا وتقاعسوا عن خدمة شعبهم على الرغم من توفر مقومات الدولة والاعتراف الدولي.