خوف العرب وترددهم في الهجرة بعد احداث سبتمبر

* من أحمد محمد عثمان ـ الرياض:

TT

طالعت خبراً في صحيفة «الشرق الأوسط» العدد 8606 بتاريخ 21/6/2002، تحت عنوان «انخفاض اعداد المتقدمين لقرعة التأشيرة بعد هجمات سبتمبر»، إن الشكوك والتردد اصبحت تسود الاجواء العربية والاسلامية حول الهجرة والاقامة في اميركا ما بعد احداث سبتمبر (ايلول) الماضي، وذلك جراء سياسة التمييز العنصري التي تمارس ضدهم من قبل الأميركان بالاضافة الى المعاملة الفظة وغير الانسانية لرعايا تلك الدول. لقد ذاقوا امر العذاب من تنكيل وتعذيب في السجون ومضايقات يومية والتي تصل الى حد الفصل من أعمالهم والطرد من اميركا ومنع من الدخول الى تلك الديار، ولم يسلم من ذلك حتى العرب الاميركان والمهاجرون الجدد في بلد يدعي تجميع ثقافات العالم في بوتقة واحدة من اجل الانصهار في المجتمع الاميركي، ولكن هذه الصيحات اصبحت مجرد عبارات عيارات تكتب في الصحف والمجلات من اجل الدعاية واغراء المهاجرين الجدد والوضع يختلف تماماً، حيث انه مرير للغاية ولا يستطيع اي فرد منا الاقامة هذه الايام في تلك الديار التي تنصب في كل شارع من شوارعها تمثالا من تماثيل الحرية. يلاحظ ان اغلب المقيمين بها من رعايا الاقطار التي تعاني شعوبها من التدهور السياسي والاقتصادي في بلدانهم، ولقد كانت صفحات صحيفتكم العامرة حبلى بالعديد من تلك الاخبار، خاصة معاناة العرب والمسلمين، لذا كان وسوف يكون اعداد المتقدمين لقرعة التأشيرة الاميركية في تناقص مستمر. وباعتقادي ان الكثير ممن لديهم النية في الهجرة الى اميركا قد صرفوا النظر عنها، بل اتجهوا حالياً الى استراليا وكندا وبريطانيا رغم قوانين الهجرة الصارمة والمتشددة في تلك البلدان تجاه المهاجرين الجدد مع العلم بأن الاتحاد الاوروبي يعكف الآن على دراسة قوانين صارمة تحد من الهجرة المتزايدة الى دولهم.