محمد وردي.. من العاطفية إلى الوطنية

TT

طالعت خبراً في صحيفة «الشرق الأوسط» العدد 8602 بتاريخ 17/6/2002 بعنوان (المطرب الأكثر شهرة في السودان يغني للفيتوري في حفله الأول)، منذ أن بدأ الفنان محمد وردي حياته الفنية كانت أغنياته تميل إلى العاطفية المخلوطة بالأغاني الوطنية الملهبة للقلوب من اجل حماس الجماهير والهاب ثوريتهم. لم تخفه سجون ديكتاتورية الحكومات السودانية المتعاقبة بل ظل قلبه متأججاً بالنضال السري والعلني الذي افصح عنه علنياً وظل متردداً على السجون في جميع فترات حكم العسكر.

غنى للديمقراطيات السودانية جميعها والاحرار في السودان بأغان ما زالت باقية حتى الآن والتي يشوبها ثوب الحداثة رغم طول الفترة. أما الأغاني النوبية فكانت محطات كبيرة عبر مسيرته الفنية الطويلة الحافلة بكل جديد ورائع والتي وصفها العديد من المهتمين في هذا الجانب بالانجاز الضخم والثورة الفنية في تاريخ الأغنية السودانية. رغم مرضه الشديد الذي يعاني منه الا انه ما زال قادرا على العطاء وكل ذلك من اجل ارضاء معجبيه ومحبيه، لم تقهره آلة العسكر وتنكيلها طوال فترات حكمهم في السودان، بل ظل مرفوع القامة يقارعهم باغنياته الوطنية التي سطر اغلب كلماتها الشاعر محجوب شريف وغيره من شعراء الأغنية الوطنية بالسودان.