طالعت ما كتبه أحمد الربعي بعنوان «حرب السودان المنسية» في العدد الصادر بتاريخ 1423/4/21هـ، حيث تناول الموضوع مغفلا الكثير من الحقائق فهو يصف حال العرب وجامعتهم بالضعف والهوان وادمان الوساطات الفاشلة، وفي ذات الوقت يبدي دهشته لغيابها عن السودان حيث تدور الحرب رحاها في الجنوب، ثم لا يتردد في وصف السودان بأنه بلد غير قادر على اطعام نفسه بعد طول «شبع»، وانه بلد هجرته كوادره في ظل سيطرة حزبية فاسدة ترفع شعار الاسلام أو الديمقراطية أو الوطنية ولكنها لا تتردد في ارتكاب كل الموبقات بحق السودان وفي ظل سيطرة العسكريين على مقدرات المجتمع المدني.
اذن أي نظام يريد له الربعي ان يحكم السودان، فهو للعسكريين رافض وللحزبيين شاتم، خاصة من يرفعون شعار الاسلام، وهؤلاء تحديداً يشكلون للربعي بحسب كتاباته، هاجسا وبعبعا يتوجب القضاء عليه وكأني به ينتمي لغير أمة الاسلام! أما الحديث حول المجاعات فهو حديث تنقصه المعلومة فأهل السودان لم يعانوا الجوع طيلة تاريخهم وانما حدثت فجوات غذائية في مناطق تعاني وضعا أمنيا غير مستقر بسبب الحرب التي يشنها جون قرنق، فيما تشهد موانئ ومطارات السودان حركة نشطة قوامها الكوادر العائدة الى حضن الوطن في ظل تدفق النفط السوداني الذي جعل الشركات العالمية تتسابق الى السودان خلال الاعوام الماضية.