جدل أميركا وإسرائيل حول الدولة الفلسطينية

TT

ما زال الجدل العالمي والعربي وداخل الولايات المتحدة، يراهن على جدية كل من الولايات المتحدة وإسرائيل في إقامة دولة فلسطينية بجوار الدولة اليهودية، بعد الخطاب الذي ألقاه الرئيس جورج بوش أخيراً، خاصة بعد ربط خطابه بالطلب من الفلسطينيين التخلي عن الرئيس ياسر عرفات كزعيم، وتحذيره من أنه إذا لم يحدث فإن الفلسطينيين يجب ألا يتوقعوا من الولايات المتحدة أي تأييد أو مساعدة.

هذا الموقف يعكس وجهة نظر مستشاري بوش المحافظين مثل نائبه ديك تشيني، ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد، على اعتبار أن هذا النزاع لا يشكل تهديداً استراتيجياً للمصالح الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، فأسلحة الدمار الشامل العراقية هي التي تمثل خطراً حقيقياً على هذه المصالح.

وتتبنى إسرائيل الموقف نفسه، ففي مقالة ايهود باراك رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق في جريدة «الشرق الأوسط» (2002/6/9)، اعتبر أن النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، يتسبب في عرقلة الجهود الرامية لإطاحة صدام حسين.

كما يعتبر ان المبادرة السعودية تنادي بإعادة حدود 1967 بدلاً من إقامة حدود آمنة ومعترف بها، وأنها لم تذكر الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. كما أن تبني المجتمع الدولي للمبادرة السعودية يعتبر مكافأة رئيسية للإرهاب، ويعتبر خطراً يهدد مستقبل وأمن إسرائيل التي سترفضها حسب اعتقاده.

وإذا ما أراد المجتمع الدولي إقامة دولة فلسطينية، فعليه المشاركة الجادة في إقامة مؤتمر دولي يشارك فيه إلى جانب الولايات المتحدة الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين والعالم الإسلامي ومؤسسات حقوق الإنسان تحت مظلة هيئة الأمم المتحدة، يحترم القانون والشرعية الدولية وحقوق الإنسان، وتفرض مقرراته على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت حماية قوات دولية تتولى الفصل بين الجانبين.