فهم خاطئ للزواج في مجتمعاتنا

TT

لاحظت من خلال مطالعتي في العديد من الصحف والمجلات تعدد وتنوع المقالات التي تتحدث عن عزوف الشباب عن الزواج والمغالاة في المهور والمطالب الزوجية الأخرى، التي ظلت ولا تزال ترافق الزوج كالظل بعد الزواج، لكن برأيي أن العديد من المقالات ابتعدت عن الفهم الصحيح للزواج عند شبابنا الحالي، خاصة صغار السن. فالمسؤوليات الجسيمة وضروب الحياة باتت أصعب، ولا يتحملها إلا من عرك الحياة وعركته. وهذه الصفة تكاد تكون معدومة لدى جيل اليوم الذي لم يعد بيده شيء. لذا تبقى المشكلة أكبر، فالحياة الزوجية تكاد تكون أقوى وأمتن عندما يقتنع الطرفان بحياتهما أو بما رزقهما الله، ولا ينظران إلى الآخرين الذين يعيشون في ظروف مختلفة، لذا نجدهم يصطدمون بواقع مغاير يؤدي في النهاية إلى فشل حياتهم المبنية على خيال.

اهتمامات الشباب، خاصة الفتيات بالتحديد، بالمظاهر، فاقت كل التصورات، لذا أصبح الزواج عندهن مجرد محطة من محطات الحياة بغض النظر عن النتيجة التي تحدث في نهاية المطاف، لذا أصبح الزوج صاحب المال الوفير محط أنظارهن، أما المتدين فهو تقليدي لا يعيش واقع الحياة المعاصرة، وصارت مجتمعاتنا العربية أسيرة هذه الصور المقلوبة بفضل انتشار الإنترنت وأجهزة الاتصال الأخرى، والغريب في الأمر أن الزواج بات يتم عن طريق الإنترنت أيضاً، وبمنتهى البساطة والسهولة بغض النظر عن كثير من المبادئ التي يتجاهلها الراغبون بالزواج عن هذا الطريق.