هل يأخذ الترابي «مكان» قرنق؟

TT

توجهت الأنظار حاليا إلى الشيخ الترابي بعد تمديد مدة احتجازه لمدة عام واحد آخر، وقد صاحب ذلك اعتراض من قبل أفراد أسرته وزملائه في الحزب ومريديه، ثم امتدت موجة التذمر والغضب إلى صفوف الطلاب المنتمين إلى حزبه في شكل مظاهرات قليلة العدد داخل العاصمة، وقد تمتد إلى مدن السودان الأخرى، ولو كان الترابي حراً لما كان حدث كل ما حدث الآن، لكن تلاميذه ممن هم في سدة الحكم يخشونه أكثر، لأنه يمتلك المقدرة على تحريك الشارع السوداني. فبعد أن كان هاجس الحكومة في الخرطوم قرنق وأعوانه استراحت منه حكومة الخرطوم قليلا، بعد بارقة الأمل أو تباشير السلام، فأطل الترابي من نافذة سجنه الذي يقبع فيه ليشكل هاجساً وبديلاً لقرنق، كما أن وسائل الإعلام ظلت على صلة أو مقربة منه وأسرته لتسجل الحدث أولا بأول، وبرأيي يجب أن تحرص الحكومة في التعامل مع هذا الرجل حتى لا تنقلب الأوضاع وتصبح في صالحه وحزبه، وأن تتعامل معه بحذر شديد وفطنة، وألا تطيل حبسه أو اعتقاله الانفرادي، حتى لا يصبح بطلا، في أعين الشعب السوداني بعد أن صنع بينهم الوقيعة وشردهم وجعلهم مهاجرين من ديارهم بسبب سياسته.