فريدمان بدأ يتفهم موقف العرب والمسلمين

TT

قرأت مقال توماس فريدمان «فخ الرمال الذي يواجه بوش في الشرق الاوسط»، واود ان اشكره كونه كان عادلا وواقعيا في مقاله. في وقت ما، على الاقل، مؤخرا، يبدو انه اخذ يفهم بلدان الشرق الاوسط والبلدان الاسلامية اكثر من اي اميركي آخر. مثل هذه المقاربة تخلق ارضية مشتركة للتعاون، فللولايات المتحدة الاميركية في البلدان العربية والاسلامية العديد من الاصدقاء ممن يشاركون فريدمان قيم احترام حقوق الانسان وقيم الاسرة والحرية. على اية حال ثمة مشكلة ثقة بين العدد الاكبر من المسلمين والعرب. هناك شعور، وكما اشار فريدمان بان الولايات المتحدة تخفي اجندة تغطيها بالمطالبة بالديمقراطية. ويحاول مؤيدو الولايات المتحدة من العرب والمسلمين عدم قبول هذه الفكرة، اما الجماعات الاكثر تطرفا فتقبلها.

ان السلوك الاميركي على الارض هو الذي يحرك الامور، ان اي نجاح للولايات المتحدة في تقديم نفسها كوسيط عادل في الصراع العربي ـ الاسرائيلي (مقابل البلد الموالي لاسرائيل فقط) سيساعد لا محالة مؤيدي اميركا من العرب والمسلمين، ان الاتجاه الحالي (الموالي لاسرائيل) يخدم فقط الجماعات المتطرفة في العالم العربي والاسلامي والمتطرفين في اسرائيل.

اتمنى ان يتواصل فريدمان بهذا المنطق الواضح والعادل الذي عرضه، بحيث يوضح حقيقة ان تمكن اسامة بن لادن من غسل دماغ 15صبيا سعوديا واستغلالهم، لا يلغي حقيقة ان السعودية موالية للولايات المتحدة منذ اكثر من نصف قرن، كما شاهدنا فإن قيمها في احترام القيم الانسانية والاسرية مشابهة، فهي لا تلغي حقيقة ان السعودية قد اختارت الولايات المتحدة لارسال شبابها للتعلم، ولا تعني ان الحكومة السعودية او الشعب السعودي بصفة عامة شارك في ذلك.

وقبل ان تقولها، نحن نعمل في عديد من القضايا المحلية، ولكن كما تقول، يجب ان تكون هادئة.

لقد عانينا في السعودية منذ الخمسينات من بعض اشقائنا العرب والمسلمين وتجاهلنا الامر لاننا كنا نعلم ما نفعله، ونعاني الان من الولايات المتحدة.

هناك نقطة واحدة لذلك فلنضع ايدينا في ايدي بعضنا لكي نحتوي الارهاب، في جميع الديانات، بطريقة تدريجية ونأخذ الامور بهدوء.

وليصدقني فريدمان، اذا اتخذنا اية منطلقات اخرى، فستكون كارثة علينا جميعا ان الاصوليين والمتطرفين لا يزالون مصدرا للتهديد لنا، قبل ان يصبحوا مصدرا للتهديد للآخرين.