مغالطات سافاير

TT

في عدد «الشرق الأوسط» الصادر يوم الجمعه 2002/8/30، مقال للكاتب الأمريكي «وليام سافاير» بعنوان «الأكراد والترك وتحرير العراق»، يتحدث فيه عن وجود لتنظيم القاعدة في العراق، مستندا إلى اتهامات وزير الدفاع الأمريكي رونالد رامسفلد، وبانيا عليها الرأي، رغم نفي المسؤولين العراقيين له. يقول الكاتب أن الارتباط بالقاعدة لن يمثل السبب الرئيسي لقيام أمريكا «بتحرير العراق». ويستطرد، بأن الدليل على تورط العراق في الإرهاب سيتم الكشف عنه بعد الإطاحة بنظام الحكم فيه. ولم يوضح لنا الكاتب يكون تحرير العراق على يد أمريكا ممن؟ ولصالح من؟ أما عن كشف التورط فإنه منطق غريب، وإن كان هذا هو منطق الإدارة الأمريكية التي تقوم بإدانة الآخرين بدون دليل، والاعتداء عليهم حتى بدون توفر هذا الدليل الذي قد تأتي به فيما بعد، أو لا تأتي به. يورد المقال بعد ذلك سلسلة من الادعاءات حول تطوير العراق لأسلحة نووية، وعن تأييد قوى عراقية للحملة الأمريكية للوصول إلى بغداد، وتذهب به التمنيات مناحي عدة بشأن العراق، وساورد اختصارا، ملاحظتين سريعتين، الأولى، وهي أن المسؤولين الأمريكيين في حملتهم على العراق يكذبون بعضهم بعضا ويسوقون أقوالا متناقضة.

أما عن السلاح النووي فالذي يملكه ويهدد به لكي «يمحو العراق من الخارطة» فهم المسؤولون الإسرائيليون، الذين يدين سافاير لهم بالولاء لأنهم بنو قومه حسب تعبير الكاتب توماس فريدمان. وهذا يقودنا إلى الملاحظة الثانية، التي لا أجد لها تفسيرا، وهي لماذا يطل علينا هذان الكاتبان المعروفان باتجاهاتهما المؤيدة لإسرائيل بمقالاتهما كل اسبوع ؟