المعونات الأميركية لمصر.. مقدمة للابتزاز

TT

مصر ام الدنيا كما يقال، كانت ولا تزال وفيرة الخيرات، مباركة المياه والثمرات. جاءها بعض الأنبياء والمرسلين. وسكن فيها العديد من الاولياء الصالحين والعلماء العارفين والكتاب والشعراء والمؤرخين، منذ زمن هيرودت ابو التاريخ مرورا بزمن ابن بطوطة وغيرهما. كانت مصر ولم تزل الرابط بين قارتي آسيا وافريقيا برا وبحرا، وصارت تربط أوروبا وجنوب آسيا. أبناء مصر نشطون بسبب اعتدال مناخها، ومهيأون لكثرة الانجاب بسبب توفر الخيرات وخصوبة الارض. وصحراؤها الغربية لا تخلو من النفط والغاز، وجبالها الشرقية والجنوبية الشرقية لا تخلو من الذهب. واذا توفر الامن لمصر فان آثار الفراعنة تجلب الكثير من السياح. وعليه فإن مصر لا تحتاج لأميركا أو لسواها. ولها في السودان مثلا، فقد صبر على الحصار الاقتصادي وواجه نتائجه حتى فتح الله عليه باكتشاف النفط في أراضيه، مما جعل لعاب الشركات الاميركية يسيل وتطلب من حكومتها التصرف. فهل يعجز أبناء الكنانة عن مواجهة الضغوطات عليهم، او محاولات ابتزازهم؟ ان مصر ليست بحاجة الى المعونة التي ترسلها واشنطن لها، فمثل هذه المعونات تستفيد منها فئات معينة، ومصر غنية بإيمانها وبأبنائها.