ماشاكوس الحلم الذي مضى

TT

ما تقوم به الحكومة السودانية من مفاوضات مع المتمردين ما هو الا اضغاث احلام. ها هي الحركة المتمردة تفتح الباب على مصراعيه للعمليات العسكرية وترفع السلاح في وجه الحكومة وتحتل (توريت) كبرى مدن الجنوب الحبيب. وها هي ايضا تعصف بجهود السلام في مباحثات ماشاكوس، ذلك الحلم الذي عاشه السودان وأهله يمنون النفس بالسلام ولا يبلغونه.

تأبى الحركة المتمردة الا ان تذيق أهل الجنوب والشمال على السواء جرعات من زخم الرصاص وهدير المدافع لتستمتع بسماع صرخات الاطفال وثكالى النساء في ليل الشتاء البارد.

تمد يد الغدر والخيانة الى خاصرة الوطن في ليل هادئ لتقتل الابرياء دون رحمة ودون اخلاق.

أي سلام هذا الذي يدعون اليه وأي ايدٍ هذه الملطخة بدماء هؤلاء الابرياء تمد الى السلام.

الآن اتضح جليا ماذا تريد الحركة، وعلى الحكومة ان ترتب امورها جيدا، وان تحشد كافة طاقاتها عسكريا وشعبيا، وان يكون الحل العسكري هو الخيار دون سواه.

لا مفاوضات ولا سلام إلا بعد تحرير كافة مدن الجنوب، وما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة وليذهب السلام الهش الى مزبلة التاريخ، وان تضع الحكومة السلاح دائما على طاولة أي مفاوضات مع الحركة حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.