كحيل «رسم» وقائع سودانية قبل عشرة أعوام

TT

نشرت «الشرق الأوسط» بتاريخ 1992/6/6 (اي قبل عشرة اعوام) كاريكاتيرا سودانيا للفنان محمود كحيل، الذي جسد فيه حقيقة ما كان يدور في اجتماعات «ابوجا» في ذلك الوقت، وصور لنا في هذا الكاريكاتير البليغ المعنى، كيف ان وفدي الحكومة والحركة (ممثلين في شخصي البشير وقرنق) قد تركا طاولة المفاوضات وادار كل منهما ظهره للآخر غاضبا، وعلى ملامح كل منهما آثار المعارك التي خلفتها الاجتماعات السابقة. واليوم بعد عشرة اعوام بالتمام والكمال على نشر هذا الكاريكاتير لم يتغير الواقع ولم يتبدل، وها هو فشل اجتماعات ماشاكوس يعيد تكوين الصورة التي عاشها السودان في ابوجا عام 1992، فيما تتكرر المواقف السياسية ذاتها، ونرى البشير يعلن انسحابه من طاولة المفاوضات في نيروبي، ويدير ظهره لقرنق وآثار معارك توريت بادية في لهجته وكلامه. ان هذا الكاريكاتير القديم اذا ما تمعنا فيه نجد ان صورة السودان باقية كما كانت، وهو لا يزال البلد الذي يراوح مكانه طوال هذه السنين، وما استوعب الدروس والعظات من خلافاته التي تسببت في ازهاق ارواح الملايين وخلفت ملايين أخرى من الجرحى والمعوقين، بالإضافة الى ترمل نصف مليون امرأة، بحسب احصائية الحكومة نفسها، وايضا فقدان الوف الاطفال آباءهم.