وقع الرئيس الاميركي اخيرا على قانونا اقره الكونغرس لنقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس وتسمية القدس عاصمة لاسرائيل. رغم ذلك، فان اسرائيل غير راضية لمجرد ان الادارة الاميركية اكدت ان التوصيات التي نص عليها قانون الكونغرس لا تعدو توصيات غير ملزمة.
ولكن لماذا تصرفت الادارة الاميركية بهذه الطريقة وفي هذا الوقت بالذات؟ ان ذلك في رأيي يعود لعدة اعتبارات: فقد يكون ذلك مقايضة سرية بين الولايات المتحدة واسرائيل لفك حصار الرئيس ياسر عرفات الذي يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة في هذا الوقت بالذات. واثبات الادارة الاميركية للعالم انها الدولة الوحيدة القادرة على قيادة العالم والهيمنة عليه بدون اعتبار للامم المتحدة واعضائها الرئيسيين الدائمين في مجلس الامن لرفضهم تمرير قرار خاص بالعراق يصب في مصلحة هيمنة الولايات المتحدة التوسعية. وضمان الحصول على التصويت في انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) القادم والحصول كذلك على التمويلات الكافية لدعم تلك الانتخابات.
والحد من غضب وتوتر اللوبي الصهيوني المتطرف في الولايات المتحدة المسمى بالصقور واشغاله بحرب عنصرية ذات طابع ديني بين الديانة اليهودية والديانة الاسلامية.
وإشغال الشارع الاميركي وابعاده عن القضية الرئيسية التي تهمه وهي الاوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها الولايات المتحدة والتي يركز عليها الديمقراطيون في ندواتهم هذه الايام قبل الانتخابات، وهي قضايا تؤثر سلباً على المرشحين الجمهوريين.