نعود يوم يعود القشطيني إلى العراق

TT

أتابع كتابات خالد القشطيني واقول له انه محق في تشاؤمه حول الواقع العربي، لكنه ليس محقاً في أن يشطح بهذا القدر، ويتجرأ في غير مرة، على السودان، واعتبار ان من اختار البقاء في السودان احمق كبير وليس احمق فقط. ولعل القشطيني لم يستوعب ردي ـ سابقاً ـ على جنحة له مماثلة، بمثل سوداني معروف. ولعمري، ما زال هناك من ينبح بينما جمل السودان ماض في طريقه لا يلوي على شيء، حتى اكتفى ـ بحمد الله ـ من القمح وأصبح عدد الجامعات 26 جامعة بدلاً من 3 جامعات. ورصف الطرق، وصدر البترول، وصنع السلاح من الطلقة الى الصاروخ، وفوق كل هذا طبق الشرع وارضى الله بتحريم الربا في جميع المعاملات الاقتصادية، وسمعت بأذني من القنوات الفضائية على لسان خبراء الاقتصاد، وليس سفسفة الثقافة واضاعة الوقت. ان السودان اصبح الأكثر اماناً واطمئناناً وربحاً لرؤوس الاموال العربية من غيره من الدول، في ظل حمى التهديد بتجميد الأموال ومصادرتها بدعوى الارهاب، لذلك اعتقد ان مزاح القشطيني بأن من اختار السودان للبقاء والعيش فيه احمق، جاء في غير محله ولا اعفيه كمثقف عربي، ان يكون متابعاً للزحف الاستثماري العربي الهائل نحو السودان منذ حوالي سنتين، في جميع المجالات الزراعية والبترولية والسياحية، وكان احدثها دخول الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز، بثقله، ساحة الاستثمار في مجال الثروة الحيوانية، واشادته بالمناخ الاستثماري في السودان، وسيتبع هذا بمشاريع استثمارية ضخمة في المستقبل القريب.. ونصيحتي لخالد القشطيني ان يشتري لنفسه تذكرة سفر: لندن ـ بغداد (بلده) مرجعة، ولو عاد الى لندن يكون هو الاحمق وليس صاحبه الذي اختار البقاء في السودان على العودة الى لندن، وعلى كل ان عدتم عدنا والسلام.