نشكر لجريدة العرب الدولية اهتمامها بالشأن السوداني وأرجو أن أعقب على الخبر الذي ورد في العدد الصادر في 19/10 تحت عنوان «الايقاد تتهم السودان بخرق الهدنة» والمفاوضات لتوها بدأت بين الحكومة والتمرد:
أ) جميعنا يعلم أن الطرفين اتفقا على حق تقرير المصير لجنوب الوطن في مشاكوس الاولى، وأن كل ما كان يدور يخص المديريات الجنوبية الثلاث بحدودها الجغرافية التي توارثناها عن الاستعمار الانجليزي بعد الاستقلال. وأن رئيس التجمع المعارض السيد محمد عثمان الميرغني عارض نقل الحرب الى شرق البلاد لا لشيء إلا لكون النظام الاريتري اعطى تجمع المعارضة الدعم اللوجستي والمساندة العسكرية حتى يقوم بما قام به من اعتداء على (همشكوريب)، وذلك لأن نظام أفورقي لديه تصفية حسابات مع النظام، وأن الإدعاء بأن إريتريا تريد معاونة الفرقاء على تسوية الشأن السوداني، وأن أسياس أفورقي لم يحالفه التوفيق ليفرق بين النظام الحاكم والسودان كشعب له دين في عنق أشقائنا في إريتريا حين كان السودان ملاذا لهم، ولا أقول هذا من باب المنة ولكن من باب أن الذكرى تنفع المؤمنين. كما أن من المفارقات أن يحاول أفورقي حل المشكل السوداني وهو يعيش نفس المشكلة مع المعارضة الاريترية، وأن له الكثير من المشكلات الحدودية مع جيرانه ومنها اليمن وإثيوبيا وجيبوتي.
ب) من العجيب أن الإيقاد تعلمت الكيل بمكيالين، فعند احتلال التمرد لتوريت عملت الايقاد بالحكمة الصينية: لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم. وحتى أصدقاء الإيقاد، فكل ما صدر منهم هو الأسف على انسحاب وفد الحكومة من المفاوضات، وعندما قامت القوات المسلحة بواجبها نحو تحرير (همشكوريب) قامت دنيا الايقاد ولم تقعد، ولأن الأمر لا يتعلق بالجنوب فلا أدري لماذا قامت الدنيا، هل دخل الشرق في خارطة المديريات الجنوبية الثلاث؟ لا أدري.. ولكن ربما لأن الامر متعلق باريتريا الجارة الشرقية لنا والتي طلب السودان لجنة تحقيق من الاتحاد الافريقي للتأكد من أن القوات الاريترية اشتركت مع التمرد في احتلال المدينة وأن إدانتها ثابتة لا محالة وإلا لماذا طلبت اريتريا تأجيل إرسال مندوبيها مع لجنة التحقيق؟
ج) إن مشكلة جنوب الوطن مشكلة متجذرة حتى من قبل الاستقلال، وبعد الاستقلال استعر أوارها لأن أحزابنا التي حكمت عدة مرات بعد الاستقلال، وتدعي بأنها أحزاب قومية، لم تستقطب الرموز من أبناء الجنوب، ولكن لإهمالها الجسيم نحن نعيش التبعات وحينما بدأ قطار الحل يسير ظهر الجميع على المسرح طالبا أن يلعب دورا. كنت أتمنى أن أجد أحد أبناء جنوب الوطن وقد سلم أحدى الحقائب الوزارية، وهذا الحزب قام بعملية إصلاح وإعادة هيكلة، نعم هذا هو الاصلاح... والاصلاح هو عزل الآخر.
د) إن مشكلة جنوب الوطن هي مشكلة وطنية تهم كل شرائح المجتمع وأن حلها لن يكون الإ إذا كان الاساس قويا وسليما وخاصة أن الحل يجب أن يكون نهائيا.