إعلام ضغط الدم وإثارة الأعصاب

TT

منذ عقود ووسائل الاعلام العالمية تركز على ما يجري في العالم العربي ومنذ اكثر من عقد احتلت احداث الشرق الاوسط والعالم الاسلامي مركز الصدارة في الاخبار وبعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي واعلان الحرب ضد الارهاب، الذي يعني في المفهوم الاميركي والغربي الارهاب العربي والاسلامي، اصبحت احداث العالم الاسلامي هي جل واهم الاخبار، حتى في الصحف الوطنية السيارة في الغرب التي لم تكن تهتم الا بالاخبار المحلية وجدت في اخبار العالم الاسلامي مادة غنية للنشر. يحدث كل هذا كأن بقية اجزاء العالم خالية من المشاكل فالملايين التي تموت من الجوع والمرض في افريقيا والصراعات الدموية والمآسي الانسانية في معظم العالم المتخلف اقتصاديا لا تستحق الاهتمام لعدم اهميتها للقراء والسامعين والمشاهدين في الغرب، وقل ان تجد خبرا عنها في الصحف الوطنية السيارة في الغرب. ان هذا الاهتمام بالعرب والمسلمين ليس حبا فقط في بترولهم او منطقتهم الاستراتيجية وانما هي سياسة مدروسة لتبرير الاعتداء عليهم واضعافهم واذلالهم ونشر العداء لهم لدى شعوب العالم، مما يزيد التأخر والفقر والمرض والتخلف في العالم العربي والاسلامي، الذي هو احوج مناطق العالم الى التنمية. واليوم لا نسمع الا اخبار العراق والاعداد للحرب عليها بحجة القضاء على صدام حسين. واقول الحق اصبحت متابعة وسائل الاعلام مثيرة للاعصاب وضغط الدم ومنبعا للالم والغضب عند العرب والمسلمين، مما اجبرهم على تجنبها ومقاطعتها والتفرغ لمشاكلهم الخاصة التي اصبحت عبئا ثقيلا عليهم او حياة او موتا لكثير منهم، وذلك هروبا من واقعهم الاليم. كذلك استطاعت وسائل الاعلام الغربية صرف اهتمام الشباب العربي المسلم عن مشاكلهم الوطنية والقومية او الاتجاه الى الادمان وسماع الاغاني والموسيقى الغربيتين فقدانا للامل وانقاذا لاعصابهم من الانهيار لما يجري حولهم دون حول ولها قوة. وقد ساعد هذا كله على نجاح الحملة الغربية على العرب والمسلمين.