العلمانية والرؤية المعرفية

TT

اسوأ الهزائم التي تلحق بالأمة هي الهزائم التي تأتي على ايدي ابنائها واكبر هزيمة تجرعتها الأمة كانت على ايدي مدعي السياسة والفكر في محاولتهم فرض النموذج العلماني على بلادنا، فالعلمانية ليست فصل الدين عن الدولة، بل هي في العالم العربي والاسلامي حسب تعبير الدكتور برهان غليون «قتل الدين باسم الدولة»، وطبعا هي بهذا التعريف بمثابة تمهيد لكي يملأ المستعمر الفراغ الثقافي والفكري بالفكر المادي الغربي، ومسخ انسان المنطقة لصالح المشروع الامبريالي الصهيوني. اتمنى ان يلقى التعريف الذي سوف اذكره وهو للدكتور عبد الوهاب المسيري النقد والبحث والتدقيق لأنه في رأيي هو التعريف الواضح العبارة والسياق.

يقول الدكتور المسيري: «ان العلمانية في تصورنا ليست فصل الدين عن الدولة كما يشاع في الادبيات الغربية، وانما هي عزل القيم المطلقة «المعرفية والاخلاقية» عن الدنيا بحيث يصبح الواقع بأسره (الانسان والطبيعة) مجرد مادة توظف وتسخر، واما اذا تحركنا على المستوى المعرفي لادركنا التماثل البنيوي بين الرؤية المعرفية العلمانية والرؤية المعرفية الامبريالية «وان الامبريالية ان هي الا نقل المنظومة المعرفية والاخلاقية العلمانية من العالم الغربي حيث ظهرت الى بقية العالم».