رهانات إريترية خاسرة

TT

مند فترة طويلة نصبت إريتريا نفسها وصية على الشعب السوداني وحكومته، واخذت تتحدث عن حلول وهمية بين الحكومة والمعارضة التي تؤويها على اراضيها وتوفر لها الدعم في جميع الاتجاهات، بينما في الواقع تؤجج نار الصراع بين الحكومة والمعارضة من دون سبب واضح لهذا العداء السافر، الذي اصبح شعار النظام الإريتري، مع ان السودان كان السند الاول في دعم الثورة الإريترية الى ان قيض الله لهم نيل الاستقلال.

والاحداث الاخيرة في شرق السودان اثبتت ان إريتريا تسعى لزعزعة الاستقرار في السودان، لا كما تدعي دفع مسيرة السلام، اما عن مبررات الحكومة الإريترية لاتهام الحكومة السودانية لها فأصبحت قضية معروفة سلفا. يقولون ان الحكومة السودانية كلما واجهت مشاكل في الداخل وجهت اصابع الاتهام لإريتريا، وهذه تهمة لا يصدقها عاقل، ولن تكون مخرجا لأسمرة، فأمورها اصبحت واضحة وجلية، ومن ثم لا سبيل للمراوغة وخداع الناس، فإن كانت تراهن على المعارضة السودانية وحركة التمرد لتجد موطئ قدم في ما بعد يجعل من إريتريا دولة «عظمى» تؤثر في الاحداث في السودان، فلا شك انه رهان خاسر، لأن السودانيين يعرفون وزن إريتريا وحجمها، خاصة انها دولة حديثة العهد بالاستقلال، ومن الاجدى للنظام التفرغ للبناء والتنمية بدلا من مشاكسة الجيران. وكما يرى العالم اجمع فإن المعارضة الإريترية انطلقت بقوة هذه الايام، مما يحتم على النظام حلحلة مشاكله أولا، ثم البحث في مشاكل الآخرين إن كان هناك متسع من الوقت.