مغالطات جلبي في «التكويني والتدويني»

TT

ردا على ما كتبه خالص جلبي في مقاله المعنون «الكون التكويني والكون التدويني» والمنشور في «الشرق الأوسط» العدد 8793، استغرب نقله لتفسير عبد الله جواد الآملي، ولا ادري من اين استقاه! فتفسير القرآن لا يكون إلا بالقرآن أو السنة النبوية، و«الكتاب» فسره ابن كثير في كتابه تفسير القرآن العظيم (جزء 2 ص 494) بأنه القرآن.

اما تقسيم جواد الآملي الكتاب لتدويني وتكويني، فلا أساس للثاني من الصحة. اما ان من عرف كيف بدأ الخلق، لم ينطلق من هذه الآية «قل سيروا في الأرض.....» وانما انطلق من ملاحظة الكون، فليس كل المسلمين انما بعض الفلاسفة (كالرازي) الذين يقدسون العقل ويقدمونه على النقل، ومن الطبيعي ان لا يلتفتوا الى هذه الآية. والاشياء التي تفيد اليقين عندهم العقليات لا النقليات.

وقوله بأن الآية لم تفد المسلمين في شيء ليس بصحيح، لأن المسلم له الأجر على كل حرف قرأه.. وقد خلق الكاتب النص الصريح في قوله تعالى «لهم قلوب لا يفقهون بها»، وزعم ان القلب لا علاقة له بالفقه، بل مضخة للدم فقط! فأين هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم «ان في الجسد مضخة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب» فقوله صلى الله عليه وسلم ـ وهو المعصوم ـ كله داخل فيها العقل، فهو في القلب كما نقل ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية في فتاواه (9/19ص) وقال بأن مبدأ الفكر في الدماغ، ويكفي انه عندما تحدث جلطة في الدماغ يحدث خلل في الذاكرة.