الجامعة العربية.. للتفريق أم لتوحيد الجهود؟

TT

اطلعت على صفحات صحيفتنا الموقرة «الشرق الأوسط» وما يدور حول الجامعة العربية وسلبياتها مما ادى الى قيام ليبيا بالتهديد بالانسحاب منها.. والحقيقة تقال اننا تفاءلنا كثيرا بعد تقلد عمرو موسى منصب الامين العام للجامعة العربية، وكتبنا المقالات معبرين عن ذلك، لكن يبدو ان الجامعة العربية مصابة بمرض خطير يستعصي علاجه، واصبح لسان حال عمرو موسى يقول: «العين بصيرة واليد قصيرة». ان ما ينقص الجامعة العربية الكثير والكثير وعلى صدر تلك النواقص عدم غرس روح الانتماء في المواطن العربي.

وما زالت دوراتنا الرياضية تتم بعد جهد جهيد، وكما نقول بالبلدي «بالعافية» ويسود تلك الدورات جو خانق من الحساسيات والخلافات والتشنج، ويخرج الحكام تحت حماية الشرطة، ونأتي الى المناهج الدراسية التي لو صلحت وتوحدت لصلحت سائر اعمال الجامعة العربية.

انظر كيف يعاني بعض ابناء الوطن العربي حينما يدرسون في غير بلادهم ويودون الالتحاق بالجامعات في بلادهم فتحسم منهم الدرجات العلمية بحجة اختلاف المنهج، مع ان تلك الدول عربية، وكلها تنتمي الى الجامعة العربية، بل تمعن في مؤتمرات القمة العربية التي دائما ما تتم بعد ولادة متعثرة وبعد ان تحشد وترسل وفود «الاجاويد».

وتجري مداولات تلك القمم بتحفظ شديد تضيع من خلاله روح الصراحة والوضوح وقول الحق، وتسود تلك المؤتمرات المجاملات و«البروتوكلات» المملة. جامعة خيوطها اوهن من العنكبوت ومجرد تصريح من الامين العام قلب الدنيا، بل اين توحدنا واعلامنا يرسل من الشتائم واسلوب الغمز واللمز ما يعجز عنه اعلام العدو، بل لا توجد رسالة قومية في اعلامنا العربي تجسد روح الاخاء والوحدة. هذا هو حال مفرقتنا العربية ولا أقول جامعتنا العربية.