الزيجات الجماعية وجرائم الشرف

TT

كثيرا ما نطالع في الصحف اخبارا عن جرائم الشرف والتي تحدث غالبا بكثرة في الاردن ولبنان ونسبيا في مصر، وتعتبر برأيهم غسلا للعار الذي حل بتلك العائلة او الاسرة، مع انه يمكن تدارك هذا الامر لو حاسبنا انفسنا قليلا، ولكن هيهات. ليست تلك العبارات من قبيل النصح او الارشاد، ولكن ما يؤلمني اكثر، الصبغة العشائرية او القبلية البدائية التي تكسو وجوه العديد من مرتكبي تلك الجرائم بالاضافة الى خصلة الغدر الملازمة لشخصية المعتدي كما يزعم العديد منا.

ان الوقت مبكر للحكم على مجتمعاتنا العربية بأوصاف الخيانة والغدر، حتى لو كانت تعيش في اوضاع تقليدية بعيدة عن حياة الحضر والمدنية كان لها عظيم الاثر في قيام وتأجيج نيران تلك الجرائم بخاصة ظاهرتي العزوبية والعنوسة اللتين استشرتا في العالمين العربي والاسلامي لدرجة لا يتصورها الفرد منا، وهذا ليس من قبيل التهويل وانما لمخاطرها الجسيمة على تلك المجتمعات المحافظة والتي اضحت ايضا تؤرق مضاجع العديد من الدول، ولم نستطع حلها حتى الآن، رغم اللجوء الى اسلوب الزيجات الجماعية كما هو الحال في ايران والسودان وغيرهما.