الراشد يسأل ويرد .. حقا لن يساعد أحد اللاجئين العراقيين ولا حتى بدراجة

TT

قبل سبعة أشهر، طرح عبد الرحمن الراشد سؤالا حول استعدادات العرب للحرب المقبلة على العراق. وذكر الراشد في مقاله المنشور بتاريخ 30 يوليو (تموز) الماضي، باحتمالات تهجير آلاف العراقيين، وتساءل عن مدى قدرة الحكومات العربية على استيعاب النازحين المحتملين في حال وقوع الحرب، والذين قد يتدفقون في امواج بشرية يصعب وقفها. هل يستطيع الاردن استيعاب المزيد؟ هل لدى السعودية امكانات كافية لمواجهة المعضلة على حدودها الطويلة مع العراق؟ هل سورية قادرة، بعد انفتاحها الاخير على بغداد على تحمل المشكلات الانسانية المرافقة للحرب؟

لقد اجاب رئيس تحرير «الشرق الاوسط» على جميع هذه الاسئلة في 11 يوليو تحت عنوان «من يتبرع للسفير الصومالي بدراجة». ان ما تعانيه سفارة الصومال في القاهرة، التي قال ان السفير هناك يستخدم الدراجة في الذهاب والاياب الى عمله، هي الرد على ما طرحه الراشد من اسئلة، وتمثل حال الامة العربية اليوم، حيث يصعب على اي من الدول العربية تقديم الخدمات المطلوبة للاجئين العراقيين. فالسعودية لديها ما يكفي من العمالة. والاردن اغلق حدوده منذ فترة امام الموجات البشرية القادمة من العراق. وسورية مكتفية باللاجئين الفلسطينيين لديها. والكويت أغلقت حدودها الشمالية، ولبنان أبدى صراحة عدم استعداده لتقبل أي لاجئين، ودول الخليج شرعت في تقليص العمالة الاجنبية لديها، ومصر مكتفية بمولود يأتيها كل ثانية! وليبيا أعلنت خروجها من الأمة العربية. أين يذهب اللاجئون إذن؟ الى الجزائر الغارقة في الدم والحرب الأهلية؟ ام المغرب الذي فقد اكثر من سبعة آلاف غرقوا خلال محاولاتهم الهجرة الجماعية الى أوروبا؟ ولا أعتقد ان العراقيين الفارين من اوضاع بلادهم سيلجأون الى جيبوتي أو موريتانيا غير المستقرة.. وكما قال الراشد عن حق: «لا أحد يستطيع ان يساعد العراقيين.. حتى ولو بدراجة».