الكلونيالزم على الطريقة الأميركية

TT

تعقيبا على ما نشر في صحيفة «الشرق الأوسط» بالعدد 8817 بعنوان «واشنطن تهيئ الجنرال ماكيرنان لحكم بغداد بعد صدام» اقول: ان مبدأ تغيير الحكام في الدول الاجنبية سيكون مقدمة لالغاء القانون الدولي وكافة المؤسسات الدولية والاقليمية، وسيجيز مبدأ الضربات الاستباقية والتدخل السافر في شؤون الدول الداخلية، بالرغم من ان ميثاق الأمم المتحدة يمنع مثل هذا التدخل، ونسأل ونتساءل ألم تؤكد الولايات المتحدة الاميركية بعد غزوها لافغانستان انها لن تحاول غزو اي دول عربية او اسلامية، ولكنها بكل اسف لم تلتزم بتعهداتها. وبعد غزو العراق ستعمل بكل تأكيد على غزو سورية بحجة ان الاسلحة العراقية سربت الى سورية وليبيا والسودان الى آخر القائمة. لا سيما ان سفاح صبرا وشاتيلا وجنين هو الذي ذكر ان العراق سرب اسلحته النووية الى سورية، لذا نقول يجب علينا بكل صراحة الذهاب الى البيت الابيض لاقناع الرئيس الاميركي جورج بوش بان لا يقوم بضرب العراق لا سيما ان الضربة الاستباقية الاميركية ستكون لها تداعيات مدمرة ومؤسفة للانسان والحيوان والنبات والبنية التحتية في كافة دول المنطقة، وبدلا من الذهاب الى العراق لاقناع الرئيس صدام بالتنحي عن الحكم كان الاجدر بنا مطالبة واشنطن بالضغط على اسرائيل لكي تنسحب من كافة الاراضي التي احتلتها ومطالبة سفاح جنين بالتنحي عن الحكم وتقديمه للمحاكمة الدولية باعتباره مجرم حرب ارتكب مجازر رهيبة ضد الفلسطينيين في الاراضي العربية المحتلة، ويقوم بتجريف اراضيهم ومنازلهم واقتياد الكوادر الفلسطينية في وضح النهار ضاربا بعرض الحائط كل القيم الانسانية والديانات السماوية والرأي العام العالمي والمحلي والاقليمي.