الفرصة الآن مهيأة للثورة.. وعلى العراقيين عدم تفويتها

TT

تعقيبا على مقال جيمس زغبي، المنشور في «الشرق الأوسط» بتاريخ 3 مارس الجاري، انني اعتبر نفسي متعاطفا مع الديمقراطيين الاميركيين، ولكني لا أستطيع مقاومة الاحساس بان الديمقراطيين يبدون ضعفاء جدا إزاء الجمهوريين. ولا أكف عن التفكير في أنه لو قدر للرئيس بوش الأب الفوز بفترة رئاسية ثانية، لكان حقق النصر في الصومال، ولكان تدخل في كوسوفو ضد الصرب، اسرع مما حدث بالفعل. يضاف الى ذلك ان الديمقراطيين لا يطرحون بصورة فعالة حقيقة أن دافع الضرائب الاميركي سيدفع أموالا طائلة في هذه الحرب ضد العراق. واذا كان صحيحا ما قاله احد الوزراء العراقيين حول وجود اكثر من 30 مليونا من الاميركيين يعيشون تحت خط الفقر، واذا كان صحيحا، كذلك، ان العراقيين لا ينوون شرا بالاميركيين، فانه سيكون من الجنون شن الحرب في هذه الحالة. وان كل ما يجب ان يهتم به الاميركيون في هذه الظروف هو الحصول على بعض الضمانات والتأكيدات من المسؤولين العراقيين. ومن الناحية الاخرى اعتقد ان من المهم ان يثوب المسؤولون العراقيون الى رشدهم، وان يعرفوا كيف يتوصلون الى بعض الحلول الوسط، ليجنبوا المنطقة ويلات الحرب ويجنبوا الاميركين خوض حرب لا طائل من ورائها. من الناحية الاخرى فان الحشود الاميركية في الخليج الآن، هيأت الظروف لثورة الشعب العراقي اذا كان راغبا فعلا في ازاحة صدام حسين. واذا توفرت ظروف الثورة واحجم الشعب عن خوضها فان هذا يعني انه راض عن زعيمه ولا يريد ازاحته من السلطة.