الأبطح تجاهلت النصف الآخر لحقيقة النفط وصدام

TT

اطلعت على مقال بعنوان «متى نخرج من زمن نفطويه»، المنشور في «الشرق الأوسط»، بتاريخ 4 مارس 2003، كتبته سوسن الأبطح. وقد ذكرت فيه الكاتبة، ان الذين يريدون شن العدوان يهدفون الى السيطرة على نفط المنطقة، ويقولون، وبدون ادنى تأنيب ضمير، حسب تعبير الكاتبة، لماذا يعطى اللحم لمن ليس له اسنان، في اشارة منها الى ان عرب الخليج لديهم نفط ولكن ليست لديهم صناعة. في الواقع، ان من يريدون شن هجوم على العراق ليسوا اول من قال ذلك، فقد سبقهم صدام حسين عندما هاجم الكويت واحتلها، لنفس الاسباب التي تعتقد الكاتبة انها اسباب الهجوم المرتقب على العراق. كما سبقهم الى ذلك بعض الأخوة العرب، الذين هللوا وفرحوا لاحتلال الكويت، من اشخاص عاديين ومثقفين وكتاب. انني استغرب من الكاتبة اهمالها لنصف الحقيقة، الا وهي ان صدام حسين، منذ توليه السلطة في العراق، وهو يعرض شعب العراق للحروب الواحدة تلو الآخرى، وتسبب في دخول القوات الأجنبية للمنطقة، وشن حربا على ايران، واخرى على شعبه في الجنوب والشمال، ثم احتل الكويت والغاها من الخريطة. ان ما اقدم عليه النظام الحاكم في العراق من الغائه لدولة عضو في الأمم المتحدة هو جريمة، ليست في حق الكويت فقط، ولكنها اعتداء على النظام الدولي وعلى الأمم المتحدة، ولم يسبق لاحد ان قام بمثل ذلك في التاريخ الحديث. فعلا استغرب تجاهل الكاتبة لعربدة هذا النظام في المنطقة واهداره لثرواتها، وتسببه في قتل الملايين من العرب والمسلمين، واعطاء الأعداء كل المبررات لالحاق المزيد من الأذى بالعرب. كما استغرب عدم ادراكها ان النفط الآن هو جزء من منظومة الاستقرار العالمي، بغض النظر عن مصدره، ولا يمكن ان يسمح العالم لاحد ان يهدد امنه.