من مصلحتنا نسيان الماضي في حضرة شيراك

TT

زارنا فخامة الرئيس الفرنسي، في حدث وطني وعالمي فريد من نوعه منذ الاستقلال. هناك عدة مؤشرات ودلائل على النجاح التاريخي لهذه الزيارة، لسنا في اطار التحدث عنه، ولكن اقل ما ينتج عن هذا الحدث، هو ذلك التحالف الاستراتيجي بين الدولتين، تحالف جاء متأخرا، فلو جاء في نهاية الثمانينات لكان اسلم لنا من هذه العشرية السوداء. كانت المصالح الفرنسية متقاطعة ومتشابكة لأبعد الحدود مع الجزائر، مستعمرة يجب عدم التخلي عنها مهما كان الثمن. كادت الامور ان تفلت، ولكن فرنسا كانت لنا بالمرصاد، نحن متزمتون بجزائريتنا، نمقت الاستعمار ولو كان ذلك ضد حساباتنا الاستراتيجية. لا نحضر حتى المؤتمرات الثقافية الاكثر سطحية كملتقى الفرانكفونية عبر العالم، خطوة جاءت متأخرة ولم يفطن لها الا من كان يحمل في قلبه مثقال ذرة من حب الجزائر. ان مقاطعتنا لفرنسا كانت حجر العثرة عندنا، كنا متخيلين اننا قادرون على مواجهة قوة عسكرية وسياسية، واجهناهما معا، ولكن سُحقنا سياسيا بداية من مؤتمرات ايفيان الى اليوم.

سأطلق العنان لمخيلتي المثالية، لاتصور تحالفا استراتيجيا جزائريا ـ فرنسيا ـ المانيا، بات يوجه الصفعات الى الولايات المتحدة، آلة المانية لا تقل عن التكنولوجيات الحديثة والاختراعات والانجازات العالمية، وقد بلغت المرتبة الاولى في كثير من الصناعات العالمية، اتخطاها لاتحدث عن فرنسا التي زيادة على قوتها الاقتصادية، تتمتع بالقوة السياسية المتمثلة في المقعد الدائم في مجلس الامن وكذلك بالقوة العسكرية، المتمثلة اساسا في القنبلة النووية، ماذا ينقص هذه الكتلة الملتهبة من السيطرة والتحكم غير الطاقة؟ هو هذا ما لا ينقص الجزائر، خصوصا في مراحلها التاريخية المتأخرة. فعلا انه لتحالف استراتيجي الى ابعد الحدود. بقي ان اقول، ان كلاً من هذه الدول الثلاث مرتبط ببعضه البعض تاريخيا، فهلا تناسينا هذا التاريخ المظلم، استعمار الماني في فرنسا، وآخر فرنسي في الجزائر، جزائريون قاتلوا ضد الالمان، المان احتلوا الشمال الافريقي ولو لبعض الوقت، ان تفوق هذا التحالف يعتمد على نسيان الماضي.