ابنة المتطوع المغربي: والدي ترك لنا ما هو أهم من المال

TT

يسرني بصفتي ابنة العائلة المتضررة، ان اطلب من جريدة «الشرق الاوسط» الغراء، اعادة النظر في المقال الذي نشر يوم الاربعاء، بتاريخ 19 مارس (اذار) 2003، حول الاسرة المغربية التي تطوعت بأكملها للذهاب الى العراق كدروع بشرية. للاسف الشديد لم يتمكن من الذهاب إلا رب الاسرة. لذا تشرفت جريدتكم بزيارة العائلة بهدف رصد آخر اخبارها والاجواء التي تعيشها في ظل مغادرة الاب باتجاه العراق، وهذا ما نشكركم عليه. بالفعل لقد تمكن الصحافي المكلف من «الشرق الاوسط» من استيفاء اقوال الزوجة والابن الاكبر، لكننا نأسف لحدوث التباس وسوء تقدير من طرف الصحافي، للاجابة التي اعطتها الام حين داهمها بالسؤال: «الم يترك لك زوجك مالا؟» واجابته كالتالي: «ترك لي زوجي شيئا اهم من المال وهو التحلي بالصبر والشجاعة والقناعة، والحفاظ على الشرف والدفاع عن الكرامة، وأن ابقى صامدة في وجه كل الزوابع. كما اوصاني في حالة استشهاده ان اتحلى بكل ما تتحلى به الزوجة العراقية الصامدة والزوجة الفلسطينية المناضلة».

لكن ما ورد في الجريدة جاء معاكسا، فورد انها قالت «ان الاب لم يترك مالا واوصاها بالشجاعة» وشتان بين الفكرة التي ارادت الام ايصالها وبين الفكرة التي طرحت كعنوان رئيسي للمقال المنشور في الجريدة، وهذا ما اثار جدلا كبيرا بين اوساط العائلة، لذا ارتأينا مهاتفتكم مرات عدة بهدف تصحيح هذا الخطأ، واغتنم هذه الفرصة للتذكير بأن ابي تنتابه عواطف انسانية جياشة تتدفق منه كالشلال، وهذا ما حرص دوما على زرعه في ابنائه وزوجته. وبالفعل تمكن من ذلك، حتى ان التضحية بالغالي والنفيس من اجل الانسانية اصبحت قضيتنا الاولى. وقد قال لي ابي عند اتصاله بي اول من امس، (الثلاثاء) من بغداد مباشرة بعد وصوله: سأضحي بدمي من اجل الاطفال والنساء العراقيات، وأغلى هدية يمكنك ان تقدميها لي يا بنيتي هي النجاح في مسيرتك الدراسية، فأوصيك بالدراسة ثم الدراسة، لتكوني فردا صالحا في الامة العربية»، وهذا ما يدل على انه جد مصر على إحياء القومية العربية والدفاع عنها.