أين الحقيقة في استنكار الأنصاري فتاوى الجهاد؟

TT

قرأت مقال د. عبد الحميد الانصاري المنشور في العدد 8878 من «الشرق الأوسط» بتاريخ 2003/3/20 وهو يستنكر الفتاوى التي تحض على ضرورة الجهاد ضد العدوان على العراق، معللا ذلك بأن الجهاد ضد العدوان على العراق لا ينطبق عليه الحكم الشرعي بوجوب الجهاد، لأن النظام العراقي نظام عدواني ضد شعبه وضد جيرانه، ولذلك يجب تأييد التدخل الاميركي لاسقاط هذا النظام طالما ان باقي الدول العربية لم تستطع ان تسقط النظام العراقي بالقوة او على الاقل تتبنى مبادرة الشيخ زايد بتنحي القيادة العراقية. هكذا بكل بساطة نعالج الخطأ بخطأ افدح منه!! فهل مئات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين المغلوبين على امرهم، الذين سيسقطون بدون ذنب وتدمير المنشآت من جراء قذائف القوات الاميركية، هل هذا كله لا يستوجب منا على الاقل مساعدتهم بكل ما نملك لدرء العدوان عنهم؟ وهل يستحق الوصول الى صدام حسين تشريد وقتل الآلاف من أجله؟!! واذا ما دمر العراق ولم يتم التوصل الى صدام حسين كما حدث مع بن لادن وبقيت القوات الاميركية تفرض سيطرتها على كل دول المنطقة بعد ذلك وهذا ما سيحدث! فما رأي الكاتب عندئذ؟.

فمن قريب استنكرنا العمليات الاستشهادية من الفلسطينيين، بدعوى ان ذلك يقلل من فرص الحل الدبلوماسي ومساعي الامم المتحدة التي لا تنفذ قراراتها الا بواسطة الدول العربية والاسلامية فقط، والآن نستنكر الجهاد لنصرة اخواننا في العروبة والاسلام.

نهاية اود ان اطرح على د. الانصاري سؤالين:

1 ـ هل اميركا التي تنتهك كل المواثيق والقرارات الدولية، بما فيها قرارات مجلس الامن، والتي تؤيد شارون في مذابحه ضد الفلسطينيين، هي الوحيدة دون غيرها في العالم كله، التي تهتم بمعاناة الشعب العراقي؟

2 ـ وبالمنطق نفسه الذي طرحه الدكتور، هل اذا قررت «اسرائيل» مثلا وليس اميركا، بأنها هي التي ستشن العدوان على العراق لتخليص شعبه من هذا النظام وحماية لأمنها وأمن الدول المحيطة من الخطر العراقي.. فهل يجب علينا كدول عربية ان نتخلى ايضا عن الجهاد في سبيل الدفاع عن اخواننا في العراق؟! حتى لو تكرر السيناريو نفسه مستقبلا مع دولة قطر مثلا؟!!