بن لادن وبوش.. وجهان لتطرف واحد

TT

نعيش هذه الفترة العد التنازلي.. فترة الإنتظار القصيرة بين كل موت وآخر.. ونستمع مُرغمين إلى خطاب الموت الأمريكي والى خطاب الموت الموازي.. خطاب التطرف الذي يقدمه «بن لادن» بين كل حرب وأخرى، وإن كان خطاب الموت الأول «الأمريكي» هو المسيطر والغالب على الساحة الإعلامية هذه الفترة.

ولكن من المدهش حقاً ملاحظة التشابه في المضامين بل في استخدام بعض المفردات بين الخطابين، أبرزها استخدام مصطلح «الحرب الصليبية». وكلاهما يسعى باجتهاد نحو تقسيم العالم إلى معسكرين إسلامي وغير إسلامي، مسيحي وغير مسيحي، وكلاهما يرحب بالحرب كحل أول ووحيد لأي مشكلة عقائدية أو فكرية أو سياسية، ويعمل على ذات الهدف.. إشعال الحرب. وكلاهما يساعد الآخر ودون أن يشعر لتحقيق أهدافه الأخرى، أهداف لم تظهر بعد بوضوح، انها أهداف ما بعد الحرب.

هذا التضامن الآلي بين الاثنين يبدو من خلال نقطتين، الأولى: أن خطاب «بن لادن» العدواني يقدم مشروعية للمواطن الغربي العادي الذي لم يقتنع حتى هذه اللحظة بمشروعية الحرب ضد المسلمين.

والنقطة الثانية ان الخطاب والاسلوب الأمريكيين سوف يقدمان خدمة العمر للتنظيمات الشبيهة بتنظيم «بن لادن»، حيث سيتوحد الكثيرون متجاوزين خلافاتهم الفقهية واختلافتهم العقائدية والسياسية، أمام عدو وضعهم جميعاً، رغم أنفهم، في سلة واحدة، متجاهلاً حقيقة الاختلافات الجوهرية.

الآن وبعد أن تحول أغلب الشعب العربي إلى مجرد صور مستنسخة من «بن لادن» في نظر الحكومة الأمريكية.. كيف يتصور هؤلاء ردة فعل هذا المواطن، بل والشعوب الإسلامية عموماً، على هذا التعسف الواضح ؟! نترك الإجابة للأحداث التي لن تبخل علينا ابداً بالجواب.