ستة كتّاب محبطين ينعون حال الكتابة والقراءة

TT

يكتب احمد الربعي بمرارة شديدة في عموده اليومي (14/5/2003)، ويقول ان العرب لا يقرأون! واستشهد بذلك على احداث تفجيرات الرياض الاخيرة، وكيف سبق له ان كتب من قبل حول ضرورة محاربة الارهاب، مذكرا ان هناك بيئة صالحة للارهاب لا بد من تجفيفها»، وبحسب ما استنتجه الكاتب فان «لا احد يقرأ».

موضوع «لا احد يقرأ»، شغل العديد من صحافيي وكتّاب جريدة «الشرق الأوسط». فقد كتب عبد الرحمن الراشد بتاريخ 4/8/2002، ان العربي «لا يقرأ في السنة الا ما معدله 15 دقيقة فقط»، هذا يعني انه من الناحية الاحصائية ان الغالبية لا تقرأ، والأقلية تقرأ القليل جدا!! ولكن، كان هناك رأي مخالف جملة وتفصيلا لوجهة نظر رئيس التحرير، فقد كتب فاضل السلطاني، ان امة اقرأ لا تقرأ اصلا، حتى ولا 15 دقيقة التي ذكرها الراشد. وان انتاج الكتاب العربي في «امة تقرأ» لا تتجاوز 1% من الانتاج العالمي!! انتقلت عدوى الاحباط على قلة القراء والاطلاع الى عبد الله باجبير (الذي نعرف عنه انه كان معلما)، فقد كتب بتاريخ 10/2/2003، «اخشى ان اقول ان حبي للكتب اخذ يتلاشى، وبعد ان تمنيت ان يرث ابني الوحيد مكتبتي، وهي على كل حال كل ما املكه في هذه الدنيا، اصبحت اخشى عليه من هذا الميراث، وبعد ان كنت اخشى بكتبي لا اعيرها الا لمن يستحق اصبحت على وشك ان اقف في ناصية الشارع واطلب من المارة التفضل باستعارة ما يشاؤون من كتب شرط عدم اعادتها»!! وما كدنا نلملم انفاسنا من هذا الكم الكبير من الاحباطات التي المت بكتّابنا الذين نكّن لهم الاحترام والتقدير، حتى زاد عددهم بخالد القشطيني، الذي روى قصته مع صاحب دار للنشر في لندن، الذي رفض عرض القشطيني في نشر مجموعة قصص له، مؤكدا لخالد «لا سوق للقصص والأدب في هذه الأيام»، قال القشطيني: «كلما ازددنا قراءة ازددنا جهلا وحماقة، ولا ادري هل العيب فينا وفي جيناتنا التي تجعلنا نقرأ فنفهم كل شيء بالمقلوب، ام العيب في الكتب التي نقرأها فتسبب لنا كل هذا النقص في التفكير!».

اما محيي الدين اللاذقاني فقد صب جام غضبه على كل الحكومات العربية، التي اصبحت عندها عادة مصادرة الكتب، وان ظاهرة اغلاق المطابع وسجن الصحافيين سمة تمتاز بها هذه الحكومات من دون غيرها من حكومات دول العالم، والتي هي ايضا حكومات عربية اصبحت تخشى الاطلاع والقراءة، فاصابت شعوبها بامراض الجهل وقلة المعرفة ونضوب الفكر. وتقدمت سوسن الابطح لترثي حال الاطلاع والقراءة العربية، فنشرت (مرثية) بتاريخ 15/5/2003، تعتذر فيها لقافلة من الادباء العرب الراحلين اخيرا، وتقول «وداعا كتّابنا الافاضل، واعذرونا لاننا لم نجد الوقت الكافي لقراءتكم، لقد كنا مشغولين، ونعتقد اننا سنبقى كذلك لوقت مديد، ولكن نعدكم ان نحاول حفظ كتبكم على ارفف مكتباتنا لعل اولادنا واولادهم يعودون لنبشكم من تحت غبار السنين».