لماذا الخوف من غزو الفنانات اللبنانيات الشاشة المصرية؟

TT

تناولت جريدة «الشرق الاوسط» موضوع غزو الفنانات اللبنانيات للشاشة المصرية، والخوف الذي انتاب بعض الفنانين ومقدمي البرامج المصرية.. فلماذا الخوف؟؟ منذ عهد بعيد عرف جميع الفنانين العرب ان جواز سفر الفنان او المطرب، هو المرور بمصر، وان النجاح الحقيقي لاي منهم هو مدى نجاحه في مصر وغزو قلب المصريين. وهذه مكانة تحسب لحق الفن المصري والمستمع والمشاهد المصري لما يتمتع به من حس فني رفيع. فنرى من الرعيل الاول للفنانين العرب الفنانة ماري منيب وبشارة واكيم وفريد الاطرش وصباح، وكل هؤلاء من اهل الشام جاءوا الى مصر لينعموا بما فيها من فن راق وجاذبية نهرها الخالد.. ومن اهل المغرب العربي نرى الفنانة وردة الجزائرية وحاليا الفنانة لطيفة وسميرة سعيد. فلماذا الخوف الان من دخول الفنانات اللبنانيات الى ساحة الفن في مصر كمقدمات برامج ومذيعات وممثلات. ما من شك في ان الفن المصري جعل اللهجة المصرية مفهومة ومهضومة لدى الجميع بفضل الجيل الاول للسينما المصرية والاذاعة. فطالما ظلت المنافسة شريفة وتصب لصالح المشاهد العربي فلا خوف من دخول هؤلاء الفنانات لمجال العمل الفني او العمل الاعلامي. فقد يكون العمل الفني اداة للتوحيد واداة للتعبير، وهو ما قد تعجز عنه بعض الادوات الاخرى (الدبلوماسية او السياسية) فلا يمكن لاحد ان ينكر فاعلية اذاعة صوت العرب في الخمسينات ومطلع الستينات، وكذلك دور الفرق الرياضية في التقريب بين الشرق والغرب وبكين والولايات المتحدة. وان كنا لا نستطيع الان ان نغفل مدى التقدم الهائل الذي شمل الفضائيات العربية وتغطيتها الاعلامية التي تتفوق في جوانب كبيرة على الفضائيات المصرية، فيجب على رافضي المنافسة العمل على تحسين برامجهم وتذكية معلوماتهم وثقافتهم التي هي في الواقع الاداة الاولية لاي فنان او مذيع ناجح.