سوء استخدامنا للمصطلحات

TT

استخدام المصطلحات الدقيقة في كافة المجالات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والثقافية يعتبر من المقدمات المنطقية للحصول على النتائج الايجابية والصحيحة، لا سيما اذا تشابهت المقدمات تشابهت النتائج كما يقول علماء المنطق. ولكن بكل أسف نحن في كافة وسائطنا الاتصالية لا نتقيد باستخدام المصطلحات الدقيقة، وسوف أذكر بعض الأمثلة على سبيل المثال لا الحصر، فنحن نستخدم كلمة الاعلام بدلا من كلمة الاتصال، بالرغم من ان الاتصال الذي هو عبارة عن بث معلومات حقيقية أو كاذبة لمجموعات متنوعة ومختلفة من المشاهدين، والقراء والمستمعين.

ونطلق لقب رئيس لجنة الاعمار وحقوق الانسان على رئيس سلطة الاحتلال في العراق، ونصف قوات الاحتلال الاسرائىلي بالجيش الاسرائيلي، ونصف قوات الاحتلال الاميركي ـ البريطاني في العراق بقوات التحالف، ونصف حركة المتمردين في السودان بالجيش الشعبي لتحرير السودان.

ولم نسأل لماذا نخدع أنفسنا بموضوع خريطة الطريق التي اسميها بخريطة التضليل، واسرائىل التي رفضت تنفيذ كافة القرارات الدولية التي صدرت عن الامم المتحدة منذ الاربعينات من القرن الماضي ورفضت المبادرة العربية التاريخية ولن تنفذها. ثم نتساءل: هل الذين يرغبون بتحقيق السلام الدائم يطلبون من رمز الكفاح الفلسطيني بأن يقدم استقالته ويرحل، والى أين يرحل؟ ثم نتساءل: هل سمعتم في التاريخ ان يطلب المحتل صاحب الارض ان يرحل؟.

نحن نركز على السلبيات في دولنا ونترك الايجابيات ونهاجم قادتنا الذين طوروا بلادهم في كافة الصعد، لا سيما في منطقة الخليج، في فترة زمنية قصيرة عن طريق استخدام ثروات بلادهم وليس عن طريق شن الحروب للاستيلاء على ثروات الشعوب، ثم نسأل بعض الاتصاليين العرب الذين صدعوا رؤوسنا بأن الولايات المتحدة الاميركية ستطبق النموذج الياباني والألماني في العراق: هل طبقوا لأميركا هذا النموذج؟ وهل سمعتم عن مشروع مرشال اميركي لاعمار العراق؟.