السلام يمر عبر الشارع الفلسطيني لا بعيدا عنه

TT

لم يوفق ابو مازن في خطابه الذي ألقاه في قمة العقبة، فقد كان حريصا على كسب رضا اميركا واسرائيل، بينما تجاهل كسب رضا شعبه الذي هو في امس الحاجة الى دعمه ليساعده على تحقيق حلم الدولة الفلسطينية.

فقد ركز في خطابـــــه على انهاء الانتفاضة المســــلحة بكل الوســـــائل والامكانات، فأوحى الى مســـــتمعيه ان هاجس الامن الاسرائيلي قد انتقل اليه، واصـبح هدفا يسعى لتحقيقه، بدلا من هـــدفه الاساسي المتمثل في درء الاحتلال عن الاراضي الفلسطينية واقامة دولة فلسطين.

كنت اتوقع من ابو مازن ان يثير مسألة الاسرى الفلسطينيين، الذين يتعدى عددهم العشرة آلاف ومن بينهم نساء واطفال، وللاسف لم يتطرق رئيس الوزراء لهذه النقطة المهمة، مما حدا بالاسرى الى اعلان اضرابهم عن الطعام لعلهم يستطيعون لفت انتباه الكبار لمأساتهم.

ويبدو لي ان الحساب قــــد اختلط على ابو مـــــــازن، فالانتفاضة قامـت نتيــــجة للاحتلال وليس العكس، والانتفاضة حركت مقاومة باسلة ضد جيش الاحتلال وخلقت انتفاضة شعب يأبى الحياة دون كرامة وحرية وبعيدا عن اوصاف اميركا واسرائيل التي تعتبر المقاومة ارهابا.

كلنا ندرك ان ابو مازن يتعرض لضغوط رهيبة، ولكن لا بد له ان يدرك ان طريقه لتحقيق السلام يمر عبر الشارع الفلسطيني وليس بعيدا عنه.