مرحلة سودانية جديدة تفرض على الحكومة

TT

كعادة جريدة «الشرق الأوسط» في اهتمامها بالشأن السوداني، قامت بنشر خبر «اتفاق القاهرة»، الذي وقعه ثلاثة من كبار قادة المعارضة السودانية (المهدي والميرغني وقرنق)، والذي يدعو الى وحدة السودان على اسس جديدة، وان السلام الدائم والديمقراطية الحقيقية والمستدامة لا يمكن ان يتحققا الا في ظل اجتماع وطني. وجاءت الاخبار الاخرى المفرحة، ان كافة القوى الديمقراطية والتجمعات السياسية التي لها وزنها في الداخل والخارج، رحبت بالاتفاق، وان التجمع الوطني قد ساند الاتفاق، وتبعه الحزب الشيوعي، ثم قوى المعارضة في الداخل، حتى حزب الترابي لم يتأخر في تأييده وبلا تحفظ لكل بنود الاتفاق، بما فيها علمنة الخرطوم. اقول، انه لما كان الزعماء الثلاثة يشكلون القوى السياسية الحقيقية في البلاد، وتحت زعامتهم تنضوي الغالبية العظمى من سكان البلاد، وانه بعد ان اصبحت الكرة والملعب والجمهور وحتى قوانين اللعبة السياسية في يد القوى السياسية الحقيقية في البلاد، فإنه لم يكن غريبا ان تبادر الحكومة (مرغمة) ـ كما جاء في الاخبار ـ الى الترحيب بالاتفاق الثلاثي، فلم يكن من حل آخر امامها الا الاعتراف به، خصوصا انها تعيش هذه الايام بالذات دوامة من الازمات الداخلية والخارجية الكبيرة، فقد قامت واشنطن اخيرا بادراج السودان مجددا في قائمة الدول التي لا تتعاون كليا معها في محاربة واجتثاث الارهاب، وقامت ايضا وزارة المالية الاميركية بتجميد ارصدة سبع شركات ومؤسسات سودانية في الولايات المتحدة وصدر قانون اميركي آخر بحظر تصدير السلاح للسودان الى جانب مشاكل الحكومة وحدة الصراع المسلح الذي يزداد كل يوم في مناطق الغرب ودارفور.