السعودية قادرة على إحداث توازن بين الأصالة والانفتاح

TT

طرح تركي الحمد في مقاله المعنون «الرابحون والخاسرون في عالم اليوم»، المنشور تاريخ 9/6/2003، مسألة بالغة الأهمية، هي علاقة الثقافة بالتقدم العلمي والثروة. وهنالك اختبار ظريف يقول، «انك إذا أردت أن تعرف حظ بلد من التطور الاقتصادي، فإن عليك زيارة سوق الذهب فيه، فإن كان كبيراً، فإن ذلك دليل على أن أهل البلد يجمدون ثرواتهم ولا يستخدمون أسواق المال لتمويل ابتكارات وتفجير طاقات شبابهم»، وفي جميع الدول العربية التي حظيت بزيارة أسواقها، وجدت سوق الذهب عملاقاً يفضي جبروته بما لا يسر القلب.

أليس من المحزن أن الإنتاج القومي للدول الـ 22 الاعضاء في الجامعة العربية (531 مليار دولار) أقل من الناتج القومي لإسبانيا (595 مليار دولار)؟، وفي عام 1980، كانت صادرات الشرق الأوسط تمثل %13 من صادرات العالم، واليوم تشكل حوالي %3. هذا إلى جانب ان الاستثمارات العالمية في جميع أنحاء العالم الإسلامي في العام المنصرم 2002، بالكاد تجاوزت نظيرتها في السويد!.

هل نحن أحفاد القوم الذين حكموا اسبانيا والبرتغال، وأجزاء من جنوب فرنسا؟، هل نسينا قول هارون الرشيد للسحابة، بأن تمطر حيث تشاء فإن خراجها لا محالة آتيه؟!..

أشكر للكاتب تركي الحمد تطرقه لسبق الدول البروتستانتية نظريتها الكاثوليكية في النهضة الاقتصادية، ومرة أخرى اعضّ على نواجذي من الهم والغم.. فمن غير المسلمين وفر الذخيرة الفكرية التي قامت عليها البروتستانتية.

وعلى الرغم من أني من المعجبين بتجربة دولة الامارات في الانفتاح الاقتصادي، فإنني أعول كثيراً على ان السعودية سوف تنجح في إيجاد معادلة وسطية توازن بين الأصالة الإسلامية والانفتاح الاقتصادي.