محو أمية المعلومات والتكنولوجيا

TT

كثيرا ما ننادي بمحو الأمية ونبدأ في تعليم الكبار فك الحروف والقراءة والكتابة، وكأننا بصدد حل إشكالية معقدة. ولكن لم تعد الأمية كما يعتقد الكثيرون مجرد قراءة وكتابة وحفظ لجدول الضرب، بل أصبحت أكبر من ذلك وأعقد، فهناك أميات متعددة جلبتها لنا ثورة الاتصالات التي غزت العالم وحولته إلى قرية كونية صغيرة. لقد أصبحنا حقا نعاني من أمية حقيقية في تعاملنا مع هذه الثورة، حتى أننا نجد المتعلمين منا وحملة أعلى الدرجات غير قادرين على ترجمة التكنولوجيا الحديثة وإفادة الأمة منها. وإذا كانت أرقام الأمية بمفهومها القديم قد تجاوزت الـ70 مليون أمي تقليدي في الوطن العربي فكم عدد الذين يجهلون أسرار التكنولوجيا الحديثة وتعقيداتها؟ قد يكون العدد مهولا، لقد تجاوز الكثيرون في العالم أمية القراءة والكتابة التي نحن ما زلنا نحبو لمحاربتها. لقد أصبح من الضرورة فتح مدارس متخصصة تواكب ثورة المعلومات المنطلقة بسرعة، مدارس تمحو «الأمية التكنولوجية» وتفك ألغاز التكنولوجيا المعقدة التي أصبحنا نخسر حيالها كثيرا. الأرقام والتقارير التي تنشر بين حين وآخر تثبت أن العالم العربي قد تخلف كثيرا في العقود الأخيرة، ولعل هذا يعود إلى ازدياد نسب الأمية المعلوماتية بطرق مفزعة مع وجود إصرار على عدم الاعتراف بذلك وتغليف الحقيقة بغلاف وردي. إننا حقا مطالبون بمحو كل الأميات وبمختلف مسمياتها........